انتقد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون العميد ​مصطفى حمدان​ الخطاب الأخير لرئيس "تيار المستقبل" ​سعد الحريري​، معتبرًا أنّ "الشكل الكرنفالي طغى على مضمون الخطاب الذي كان بمجمله يجسّد الإرتباك والتخبّط لمن يدير سعد الحريري إقليمياً وعالمياً".

ورأى حمدان، في حديث لـ"النشرة"، أنّه على الصعيد الإقليمي ردّد الحريري مقولة "المدير السعودي بالحفاظ على الاستقرار والأمن في لبنان وفزلكة الحاجة والضرورة للحوار مع حزب الله ومعزوفة إخماد الفتنة السنية الشيعية كهدف أساسي للحوار مرتكزة إلى إمكانية الإنفراج السعودي الإيراني من منظور المدراء الجدد في القيادة السعودية التي سيطرت على مفاصل الحكم في المملكة بعد وفاة الملك عبدالله".

الردّ.. طائرة أيوب

وأشار حمدان الى أنّه "كان قد سبق موقف سعد الحريري العالي النبرة في البيال موقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري بإطلاق صفة الإرهاب على حزب الله وبأنه يتلقى الأوامر من طهران ودمشق لكن سعد الحريري لم يتجرّأ على إطلاق صفة الإرهاب على حزب الله وإنما ابتدع وصف الجنون على المقاومين في حزب الله ورجاهم بأن يخلّصوه من جنون مقاومتهم للعدو الإسرائيلي، وهنا وقع في المحظور بأنه ليس مع محور المقاومة لإسرائيل ولن يكون في هذا المحور بل هو مع محور التحالف الدولي الأميركي الذي يرفع دائماً شعار الأمن القومي لإسرائيل فوق كل اعتبار، وهذا يتناقض تماماً مع مسيرة والده رئيس الحكومة الأسبق الشهيد ​رفيق الحريري​ الداعية دائماً إلى صون المقاومة وحمايتها وعلاقته المميًزة مع محور طهران- دمشق حيث رأينا بالشكل انتماء رفيق الحريري إلى هذا المحور يوم وفاة الرئيس حافظ الأسد حيث اصطحب عائلته بمن فيهم سعد الحريري لقراءة الفاتحة أمام جثمانه".

وقال: "أمّا الكلام عن وهم من سينتصر فإن وهم الرهان على فيلتمان والأوامر الخارجية من نواطير الغاز والكاز في الخليج العربي كان دائماً رهاناً خاسراً وليتذكّر ذلك وكان وهم رهاننا الدائم على محور المقاومة انتصارات متتالية ستتوّج بانتصار الرئيس بشار الأسد في معركته ضد الإرهاب والمخربين".

وأضاف حمدان: "انتظر بعض سيئي النية أن يردّ حزب الله مباشرة بالشتم والتحريض على خطاب سعد الحريري الدولي إلا أن الرد جاء بإرسال طائرة أيوب فوق فلسطين المحتلة حيث أُلغي مضمون الخطاب المرتبط بالأميركيين والغرب".

الحريري رهن دم والده

واعتبر حمدان أنّه "منذ الساعات الأولى بعد دفن الشهيد رفيق الحريري لم يحافظ سعد الحريري على دم والده ورهنه في سوق النخاسة الدولية وهذا ما ظهر جليّاً في أداء اللجنة الدولية ومن بعدها المحكمة الدولية حيث أن متابعة مجريات التحقيق الدولي والمحكمة يؤكد أننا لن نصل أبداً إلى معرفة من قتل الحريري"، لافتا الى أن "الحوار اليوم مع حزب الله يؤكد إمّا أن الحريري لا يبالي بدم والده رغم تكراره حرصه على المحكمة الدولية وإمّا أن حزب الله كما بشار الأسد والنظام الأمني السوري اللبناني لا علاقة لهما بهذه الجريمة، ولعلّنا سنرى سعد الحريري ينام على تخت أحد المقاومين في الضاحية الجنوبية كما غفا على تخت الرئيس بشار الأسد في قصر تشرين... وإن غداً لناظره قريب".

انتخاب رئيس الجمهورية مؤجل

وبالملف الحكومي، رأى حمدان ان "أسوأ ما أفرزه النظام اللبناني الفاسد والمفسد والطائفي والمذهبي هو إدارة البلاد في هذه المرحلة برئاسة مجلس كانتونات طائفي ومذهبي"، لافتا الى ان "رصاصة الرحمة أُطلقت على هذا المجلس الفدرالي المقنّع عندما رأينا في الإعلام وبكل وقاحة جلوس دولة الرئيس تمام سلام على رأس الطاولة وسهيل بوجي وموظفيه يجولون ويسعون من أجل الحصول على تواقيع ممثلي الطوائف والمذاهب على المراسيم التي تدير شؤون البلاد عوضاً عن التفكير في إدارة جديدة لمجلس الوزراء".

وشدّد على وجوب انتخاب رئيس للجمهورية "ولننتهِ من هذه المهزلة المبكية".

وقال حمدان: "من خلال المتابعة الدقيقة لما يجري في كواليس السلك السياسي اللبناني يبدو أن انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية مؤجلٌ حتى أجل غير مسمّى".

وأعرب عن أسفه لكون جميع الأطياف السياسية الفاعلة أصبحت تعترف بوجوب التدخل الخارجي في اختيار رئيس للجمهورية وهذا بحدّ ذاته خرق كبير للدستور وإهانة للديمقراطية اللبنانية التي يتغنّون بها. واضاف: "أما بالنسبة للأسماء المطروحة، فهناك من يسعى إلى حرقها وإبعادها عن قصر بعبدا، المهم اليوم ليس الإسم، فغياب رئيس الجمهورية عن قصر بعبدا يهدّد الوجود اللبناني كدولة شرعية ومؤسسات، لأنه رمز للوطن اللبناني ولسيادة الدولة وكرامتها، ويبدو ان الجميع لا يريد الاعتراف بهذه الحقيقة".

الأسد هو الحل

وبالملف السوري، اعتبر حمدان أن اعلان المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا أنّ الرئيس السوري سيكون جزءًا من الحل في سوريا، "ليس مؤشراً على كيفية الحل في سوريا، فصمود أهلنا في سوريا والقيادة القوية والجيش العربي السوري وانجازاته في الميدان هي التي دفعت الجميع إلى إعادة النظر حول كيفية السعي لإنهاء الأزمة السورية". وتوجه حمدان لدي مستورا قائلا: "الرئيس الأسد ليس جزءاً من الحل بل الرئيس الأسد المنتخب شرعيّاً من قبل السوريين بوجه إرهابيي العالم والمخربين التابعين لدوائر الأستخبارات الأميركية والإسرائيلية هو الحل".