رأى مستشار رئيس حزب "​القوات اللبنانية​" العميد المتقاعد ​وهبي قاطيشا​ أن اتمام اتفاق نهائي بين "القوات" و"التيار الوطني الحر" يشمل التفاصيل والأمور العملية لا يزال بعيد المنال، لافتا إلى قرب الاعلان في المقابل عن اتفاق على المبادئ العامة تحت عنوان إعلان نوايا، يتطرق للقضايا الاستراتيجية.

وأوضح قاطيشا، في حديث لـ"النشرة"، أنّه وبما يتعلق بالملف الرئاسي، "فهم في مكان ونحن في مكان آخر، لذلك ارتأينا حاليا وضع الموضوع على حدة"، وقال: "من الممكن العودة للبحث بالملف بعد اعلان النوايا".

ننتخب عون رئيسًا اليوم قبل الغد!

وأكّد قاطيشا أنّ الموضوع الرئاسي يبقى أولوية لدى "القوات" لذلك يصر نوابها على حضور كل الجلسات التي يدعو اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بخلاف الفريق الآخر الذي يتمادى بتعطيل النصاب. وأشار إلى أنّ "العقدة ليست بترشيح رئيس حزب القوات ​سمير جعجع​ بل باصرار حزب الله على ابقاء الشغور الرئاسي على ما هو عليه"، مذكرا بأن "نواب القوات تقدموا بأكثر من طرح لحل الأزمة الرئاسية منذ شهر حزيران الماضي تبنتها قوى 14 آذار، الا أن الفريق الآخر رفضها امعانا منه بالتعطيل".

وشدّد قاطيشا على أن الخلاف مع العماد عون بالموضوع الرئاسي "ليس خلافًا على رفض وصول شخصه للرئاسة، لكن على اصراره على أن يكون رئيسًا وهو حاليا جزء من المحور الايراني – السوري". وقال: "إذا أعلن أنّه خارج هذا المحور ويتبنى مبادئ 14 آذار فنحن ننتخبه رئيسا اليوم قبل الغد، خاصة أنّه وفي هذه الحال تصبح لدينا الأكثرية النيابية التي تسمح بانتخابه بمعزل عن أصوات باقي فرقاء 8 آذار".

واضاف قاطيشا: "إذا أصر على التمسك بالمحور الذي هو فيه، فيكون بذلك يضع نهاية لامكانية انتخابه رئيسا". واردف قائلا: "نحن أخرجنا (الرئيس السوري) بشار الاسد منذ 10 سنوات من لبنان ولن نقبل باعادة وكلائه رؤساء جمهورية، حتى أنّه لم يعد حاكمًا لسوريا فكيف نسمح بأن يحكم لبنان!"

واعتبر قاطيشا أنّ الاستحقاق الرئاسي لا زال بأيدي اللبنانيين وليس الخارج باعتبار أنّهم قادرين متى ارادوا على التوجه الى المجلس النيابي للمشاركة بجلسات الانتخاب، معربًا عن أسفه لكون قسمٍ من النواب رهنوا هذا الاستحقاق لايران.

حزب الله يصادر قرارات الدولة ككل

وتطرق قاطيشا لدعوة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لمواجهة الارهاب من خلال مرافقته للقتال في سوريا، مستهجنًا طرحه هذا، وقال: "قرار مواجهة الارهاب قرارٌ تتخذه الدولة اللبنانية وتسخّر قواها الامنية لهذه الغاية واذا دعت الحاجة، فالميليشيات تكون مباشرة تحت أمرتها، وكل حديث غير ذلك غير مقبول".

واعتبر قاطيشا أنّ "حزب الله" رفض البحث بالاستراتيجية الدفاعية وهو بلا شك لن يقبل بالبحث بأي استراتيجية ثانية كونه يصادر قرارات الدولة ككل.

التمديد لكلّ الضباط غير مقبول

وبالملف الحكومي، استهجن كيف ان الطرف الذي يعطّل رئاسة الجمهورية هو نفسه يعطّل عمل الحكومة، مشددا على وجوب التصرف بمسؤولية حيال هذا الموضوع خاصة وأنّه لا يمكننا الرضوخ لكون الحكومة تعمل سواء وجد رئيس للبلاد أو لم يوجد.

وتطرق قاطيشا لاعلان عون سحب ثقته من وزير الدفاع سمير مقبل بسبب التمديد لعدد من الضباط، لافتا الى انّه وفي بلد يعيش وضعا استثنائيا كالذي نحن فيه، يصح أن يقترح قائد الجيش على وزير الدفاع التمديد لعدد من الضباط الذين يشغلون مناصب حساسة، باعتبار أنّه من الخطأ الكبير تغيير أي من هؤلاء الضباط أثناء المعركة. وقال: "أما اعتماد مبدأ التمديد لكل الضباط ككل، فهو ما لا يمكن أن نقبله كونه يكسر من هيبة المؤسسة العسكرية ومعنويات الضباط".