اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن عبد الله بو حبيب أن كل المستجدات والمعطيات الحالية تؤكد التوصل لقناعة لدى كل الفرقاء، سواء في الداخل اللبناني أو الخارج، بوجوب انتخاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون رئيسا للبلاد والا سيستمر الفراغ بسدة الرئاسة الأولى لأجل غير مسمى، لافتا الى أن الآلية التي تتيح التوصل لاتفاق حول هذا الموضوع تُترجَم عمليًا، لا تزال غير موجودة.
وقال بو حبيب في حديث لـ"النشرة" انّه "ولّى الى غير رجعة الزمن الذي يتبوأ فيه سني قوي رئاسة الحكومة وماروني ضعيف رئاسة الجمهورية"، مشيرا الى أن وصول رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري الى سدة الحكومة بات مرتبطاً أكثر من أي وقت مضى بانتخاب عون رئيسًا، "علما أن هذه ليست قاعدة يتوجب اتباعها، باعتبار أن الانتخابات البلدية الأخيرة أظهرت أن هناك أكثر من زعيم سني قوي وبالتالي الزعامة السنية لم تعد محصورة بالحريري".
الكل يريد رئيسا؟
وردا على سؤال، أكّد بو حبيب أن "الأميركيين والأوروبيين وكل اللاعبين الدوليين يريدون أن تتم الانتخابات الرئاسية في لبنان بأسرع وقت ممكن، تماما كما اللاعبون الاقليميون، لكن هؤلاء يصرون على أن يكون الرئيس مقرّبًا منهم".
واعتبر بو حبيب أن "تحركات السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري والدعوة التي وجهها أخيرا للزعماء اللبنانيين، وبينهم العماد عون، قد لا تعني بالمطلق سقوط ما يُحكى عن "فيتو سعودي" يمنع انتخاب عون"، وأضاف: "لطالما أكّد السفير السعودي أن المملكة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين الرئاسيين، وهو أعلن عند ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية من قبل تيار المستقبل أن الرياض تؤيد أي اجماع لبناني حول أي رئيس كان، ولكن وبما أن فرنجية لم يحظ بالاجماع المطلوب عاد السفير السعودي ليحث كل اللبنانيين على وجوب التوافق".
مخاوف حقيقية
وتطرق بو حبيب للوضع الاقتصادي في البلد بعد التفجير الأخير الذي استهدف مصرف "لبنان والمهجر" وبدء تطبيق العقوبات الأميركية على حزب الله بصرامة، منبها الى وجود "مخاوف حقيقية تحيط بالوضعين المالي والاقتصادي باعتبار أننا لم ننجح بتداركها منذ البداية".
واعتبر بو حبيب أننا "بصدد مشكلة كبيرة خاصة في ظل موقف حزب الله الذي يوحي بأنّه يقول، اما يكون القطاع المصرفي لكل اللبنانيين ولا يستخدم ضد فئة من فئات المجتمع اللبناني ، والا لن نسمح بأن يستخدم الأميركيون هذا القطاع لمواجهتنا"، مشيرا الى أن هناك الكثير من المساعي والمحاولات الجارية للملمة الوضع الحالي.
وعن الوضع في سوريا، قال بو حبيب: "الأرجح أن التصعيد العسكري سيستمر بمقابل تراجع حظوظ الحل السياسي"، لافتا الى أن "النظام السوري سيقوم بجهد كبير في الايام المقبلة لاسترجاع مدينتي حلب ودير الزور وعدد من القرى الاستراتيجية، ويبدو أنّه وحلفاءه الطرف الأقوى في الميدان". واضاف: "طالما طرفا الصراع السوري ليسا بصدد تقديم أي تنازل يُذكر للتوصل لتسوية معينة للأزمة، طالما ستبقى سوريا تدور بحلقة مفرغة دموية".