سيروي التاريخ سيرة اللواء أنور عشقي؛ عاشق "إسرائيل" والولهان بها، تماماً كما روى التاريخ سيرة أبطال العشق أمثال عنترة وعبلة وقيس وليلى وروميو وجولييت..
سبب عشقه لها هو إعجابه بسيرتها العنصرية، واغتصابها لأرضٍ، وتهجير لشعب بكامله، وبطموحاتها التي تتجاوز هذا الاحتلال وهذا الاغتصاب.
عشق "إسرائيل" لا ينحصر في اللواء العاشق وحده، بل يتعداه ليصيب أغلب حُكام بلاده من ملوك وأمراء ومسؤولين سعوديين وعرب.. ويبدو أن كثراً من العرب مهووسون بـ"إسرائيل" ومعجبون بها ولكنهم جبناء لا يعلنون ما بسرائرهم.. كما يبدو أن مسؤولي مملكته ينحدرون من سُلالة يهود خيبر، الذين مكروا للإسلام والعروبة أيام النبي العربي الكريم.
ها هو عشقي اليوم يبُثّ "الإسرائيليين" لواعج قلبه وكأنه يقول لهم: عودوا إلى أرض خيبر على الرحبة والسعه، فهي لكم ومنكم، ولا تسألوا عن العرب الذين وصفهم أحد قادة "إسرائيل" بالنمل التي يجب أن تدوسها الأقدام.
الأمة العربية تُمهل ولا تُهمل.. فكم من حاكم ظالم ومحتل حكمها وأسقطتهم: الأتراك حكموها خمسمائة سنة، وفي النهاية أسقطتهم كما ستسقط اليوم الحكام العرب والأجانب ذوي التطلعات التركية.. وها هي أيضاً الإمبراطوريتان الإنكليزية والفرنيسة أسقطتا بعد احتلال أراضٍ عربية مئة سنة تقريباً، وهي تحاول اليوم العودة لاستعمار مُقنَّع جديد.. أما "إسرائيل" فمهما طال بها الزمن فستُسقط وتُهزم.. ومن يعش يرَ.
بالأمس أُعلِن عن مناورة عسكرية أميركية - إماراتية - "إسرائيلية"، فالإمارات على ما يبدو انضمّت إلى مسيرة التطبيع مع "إسرائيل" دون خجل أو وَجَل.. فإذا كان هذا هو الوجه البشع للسعوديين والإماراتيين، فالصورة المشرقة في هذا البلد االشقيق هو رفض ألف وخمسمئة سعودي للتطبيع مع العدو الصهيوني.
* رئيس الاتحاد البيروتي ورئيس رابطة العروبة والتقدم