لفت السفير الإندونيسي في لبنان أحمد خازن خميدي في كلمة له خلال حفل استقبال لمناسبة ذكرى العيد الوطني الإندونيسي الواحد والسبعين، الى "اننا إذا نظرنا إلى الموقع الجغرافي فتقع إندونيسيا بعيدة عن لبنان التي هي في أقصى الشرق منطقة جنوب شرق آسيا، ولكن رغم ذلك قلبها قريب من الشعب اللبناني، لأن لدينا البعد التاريخي العميق مع لبنان، الذي لن ينساه الشعب الإندونيسي".
وأشار الى أن "الشعب الإندونيسي يحتفل هذا العام بالذكرى السنوية لعيد استقلال جمهورية اندونيسيا الواحد والسبعين. وهي مدة غير طويلة في مسار رحلة شعبنا. وما وصلنا إلى ما نحن عليه، إلا بعد اجتياز العديد من العوائق والتحديات، خلال هذه الفترة التي امتدت واحدا سبعين عاما، حقق الشعب الإندونيسي تقدما ملموسا وتطورا ملحوظا، بحيث تم تطبيق المفهوم الديموقراطي المبني على القيم الحضارية في الحياة الشعبية، وتم العمل على المحافظة على استقرار الأحوال السياسية والأمنية وترسيخ التعايش السلمي بين الأديان"، مؤكدا أن "الشعب الإندونيسي يتمسك بالوحدة الوطنية رغم تعدديتهم في العرق والإديان، وتنوعهم في الثقافات وكثرتهم في العدد. وهذا يدل على أن إندونيسيا، دليل قاطع لانسجام الإسلام مع المفاهيم الديمقراطية والحداثة، بصورة متآلفة وبروح واحد".
وأوضح أن "علاقة إندونيسيا الخارجية مع العالم، بما فيها العلاقة الثنائية مع لبنان، تقوم على المبادي المنصوصة في دستورنا عام ألف وتسعمئة وخمسة وأربعين وهي رفع مستوى الرفاهية العامة، والحياة الشعبية مع المشاركة الفعالة، لبناء العالم التي تسودها الحرية، والسلام الأبدي، والعدالة الإجتماعية. فتقوم العلاقات الاندونيسية اللبنانية، بتلك المبادئ على كافة المستويات الإقتصادية، والتربوية، والثقافية الإجتماعية، والسياسية الأمنية".
وشدد على أن "مشاركة الجيوش الإندونيسي، ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، في إحدى عشر دولة، ومنها في قوات "اليونفيل"، منذ عام ألفين وستة، هي أيضا من وفاء الشعب الإندونيسي، لسلام وأمن الدولة اللبنانية، كصديقة لإندونيسيا. نحن نعلم جيدا، الصعوبات التي تواجهها الحكومة اللبنانية، لإعادة بناء وتنمية أمتها القوية والموحدة والسليمة والمزدهرة. ونعلم أن اختلاف الطوائف، والأديان، هي رحمة وقوة، ولكنها في الوقت نفسه، تحديات كبرى، لوحدة الشعب واجتماعه"، معتبرا أن "الإختلاف والتنوع، سنة لا بد منهما، ولا يعنيان عدم الإمكان لتحقيق الوحدة، والعيش المشترك، فلذلك لا بد أن يكون التنوع، مسببا للوحدة، وحدة شعب ومجتمع، خلقهم الله للعيش بسلام، واطمئنان".
وأكد أن "التشدد والتطرف والإرهاب، ليست حلا للتنازع، ولا يعلمها أي دين من الأديان، لأن الأديان إنما نزلت لتحقيق السلام، والأمن والوئام. نأمل جميعا أن يعود لبنان إلى قوته، وتقدمه واستقرار أمنه وسيادته المستدامة في أحسن وجه، وفي أقرب وقت".