لفتت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان كرستينا لاسن في حديث لصحيفة "الحياة" الى أننا "نتطلع إلى انتخاب الرئيس في 31 الشهر الحالي وإلى تشكيل حكومة سريعاً ونأمل بأن تعالج التحديات الملحة التي يواجهها لبنان. فاحترام الدستور واتفاق الطائف، والنأي بلبنان عن أزمات المنطقة وتطبيقه إعلان النوايا الذي أطلقه في مؤتمر لندن مسائل في غاية الأهمية".
وعما إذا كانت الأزمة الرئاسية في لبنان مسألة داخلية أم أنها إقليمية وربما دولية، أوضحت أن "هذا ما يقوله كثر في لبنان، ولكن ما نراه الآن يشير إلى أن هناك محاولة لأن يكون صنع الرئيس لبنانياً، فلا شك أن لبنان مثل بقية الدول وربما أكثر يتأثر بما يجري في محيطه، ولكن في الوقت نفسه العديد منا الذين نعمل في الخدمة الخارجية نعتقد أن لبنان ربما أمامه فرصة لتقرير مصيره لأن اللاعبين الذين لهم مصالح هنا مشغولون جداً بقضايا أخرى ضاغطة. وفي السياسة من المفترض القيام بقرارات حاسمة وربما الآن توجد فرصة أمام لبنان للوصول إلى حل".
وأشارت لاسن الى أن "سياستنا واضحة والجميع يعرف ذلك، وتحديداً الجهات الفاعلة تعرف سياستنا الداعمة لإعلان بعبدا ونؤمن بأن القرار 1701 والذي ينص على سحب السلاح من الميليشيات يجب أن يُحترم، فلا نخفي سياستنا عندما نلتقي مع الناس. وعندما نتحدث عن بناء لبنان القوي فإننا نحاول مساعدة الحكومة والمؤسسات ودعم القوى الأمنية الشرعية، لا سيما الجيش، إذ تمكن الجيش من السيطرة على الوضع على الحدود حيث تحصل اشتباكات منذ عام 2014. والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء تعمل على تقوية الجيش والأجهزة الأمنية لحماية الحدود والمواطنين".
وعن قدرة الاتحاد الأوروبي على مواصلة دعم اللاجئين السوريين والدول المضيفة إذا ما استمرت الحرب في سوريا، شددت لاسن على أن "منذ بداية الأزمة السورية التزم المجتمع الدولي، لا سيما الاتحاد الأوروبي مساعدة لبنان والدول المجاورة الأخرى التي تستقبل هذا العدد الضخم من اللاجئين على أراضيها، والاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للمساعدات"، مشيرة الى أننا "كنا في البداية نركز على المساعدات الإنسانية التقليدية الموجهة إلى اللاجئين. ولكن الأمر تغير أخيراً، خصوصاً في ضوء مؤتمر لندن في شباط الماضي، حيث لاحظ المانحون الحاجة المتزايدة إلى مساعدة الدول التي تستضيف النازحين على القدرة على التكيف. ويعي الاتحاد الأوروبي الحاجة إلى تقديم الدعم للمؤسسات والبنى التحتية والقطاع التعليمي والصحة في لبنان، ولا تغيير في موقفنا إذ إن التزامنا طويل الأمد. وطالما أن الأزمة في سوريا مستمرة فإن لبنان يستطيع أن يعتمد على الدعم القوي الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي".