أكد وزير التربية والتعليم العالي ​مروان حمادة​ في كلمة له خلال تكريم الراحل ​غسان التويني​ في جامعة البلمند، أن "التويني هو الشخص الذي كانت بصماته بالقربى وبالمهنة وبالجدلية الفكرية الاكثر تأثيرا على شخصي وحياتي. فقد اتاح لي ان اتعرف اكثر على العالم، ان احب اكثر لبنان، ان اتمسك اكثر بجذورنا العربية، ان اعجب اكثر بتعدديتنا"، مشيراً الى أن "التويني أدرك باكرا دقة تكوين المنطقة ومنها لبنان، وعرف تاريخ نشوئها كما عرف ثقافات الشعوب وتقاليدها ونقاط قوتها وضعفها ومحاور الخلاف السياسي والثقافي والاقتصادي والبنى الاجتماعية وتجارب الحكم ومخاض الولادات العسيرة للكيانات الناشئة بعد سايكس بيكو. جسد قصة لبنان، في نشأته جزء منها، في زواجه وقفة منها، في معاركه محطات منها، تألقه العربي والعالمي فصول منها. من ثورته على اعدام انطون سعادة كما الانتفاضة ضد اغتيال رياض الصلح، من الانخراط في الجبهة الوطنية الاشتراكية وتحقيقه انقلابا ابيض على الفساد، والتمرد المستمر فكرا وكتابة وعملا من اجل صون الحريات وتغليب الديمقراطية وحماية التعددية والنضال من اجل المقهورين، كل ذلك قاده الى الشهرة تارة والسجن طورا والى المخاطرة بحياته وسلامة مؤسساته احيانا اخرى. وكأن عناوين المقالات والمانشيت تعكس مسار حياته، يشاطر فقراء لبنان مأساتهم تحت عنوان بدنا ناكل جوعانين".

ولفت حمادة الى أنه "وفي الشعور المشرقي الواسع، العابر للطوائف المتغلب على العقد الاقلوية فهي عموما تميز الشخصية الارثوذكسية المنفتحة على العمق الامبراطوري البيزنطي ثم العربي والفخورة بأصولها الغسانية، بحيث كان يتحدث باعتزاز عن شجرته العائلية اليمنية والعمانية وعن غصونه الحورانية ثم اللبنانية التي اثمرت في بيروت السنية والارثوذكسية عائلة جامعة لاحمة لم تترك يوما للزواريب والحارات الطائفية ان تضيق على الفكر او تكبح الابداع او تعيق المبادرة".

ورأى أنه "لو كان غسان بيننا اليوم، لصرخ مرة اخرى اتركوا النهار تعيش بل اتركوا الصحافة اللبنانية بكل مظاهرها تعيش".