تتركز الأنظار على موعد انعقاد القمة العربية آخر الشهر الحالي في الأردن والتي يشارك فيها لبنان بوفد يضم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل.
ومع ارتفاع منسوب الترقب لما ستؤول إليه المواقف العربية وما سيكون عليه موقف عون الذي يمثل والحريري الموقف اللبناني في هذه المحطة العربية التي ستتضمن مواقف تشكل استمراراً للصراع العربي - الإيراني.
وفي هذا المجال ينصب الاهتمام على كلمة لبنان ثم مواقفه طالما أنّ الموقف العربي - الخليجي لن يكون جديداً في ما خص الدور الإيراني في المنطقة وكذلك النظرة إلى حل الأزمة السورية. بما سيجعل لبنان في مواجهة استناداً إلى الموقف الاستراتيجي لرئيسه عون ونظرته من موقعه كحليف لمحور الممانعة إلى دور حزب الله حيثلن تخلو المواقف أو المقررات في القمة من إعلان مواقف مضادة له على غرار ما حصل سابقاً.
إلا أن نقاطا ثلاث تشكل محور اهتمام المراقبين وبينهم ديبلوماسيون عرب عما سيكون عليه موقف عون الذي يرافقه الحريري إلى هذه القمّة والمواضيع هي:
ـ الأول: ثمّة اتجاهاً محتمل لدى العراق للمطالبة بإعادة مقعد سوريا وضرورة التعامل مع رئيسها بشار الأسد بعد الواقع الذي أضحى عليه مؤخراً ولا سيما انه حقق انتصارات على «داعش» ويجب ان يتم التحالف معه لهذه الغاية، بحيث يشكّل الموقف اللبناني محكّا حيال هذا الأمر سيما أن عون كان ألمح حين زار مصر وجامعة الدول العربية إلى هذا المنحى دون المجاهرة الواضحة في هذا الأمر، ولذلك فإن لبنان قد يواجه جملة مواقف عربية مضادة في حال أيّد عودة مقعد سوريا برئاسة الأسد، في حين اعتبر مقرّب من عون أن الأخير قد يربط الأمر بالإجماع العربي.
- ثانياً: ثمّة ميل لدى فريق الممانعة وحزب الله أن يكون بند التضامن مع لبنان وفق صيغة لا تحمل أيّ ربطاّ بخياراته السياسية وصولاً إلى حدّ دعم مواقف الدولة اللبنانية وخياراتها وكذلك بيانات الحكومة بما يعني التسليم العربي بدور المقاومة. وهو أمر قد يكون على عاتق عون الذي ستكون له كلمة في هذه القمّة ووصفها بالمميزة أمام زوّاره وستأتي كمفاجأة.
ولذلك فإن الحصول على الغطاء العربي للدولة اللبنانية في خياراتها حسب أوساط فريق الممانعة من شأنه أن يأتي دعما لمواقف عون السابقة وتسليم بها في حين أن الدول الخليجية غير متحمسة لهذا الموقف وهي التي لم تتقبل حتى حينه بعد موقف عون الأخير من سلاح حزب الله.
- ثالثاً: إن عون الذي أصرّ على اصطحاب الحريري سيكونان في موقع جدّ صعب لأنّه منذ اليوم وفق ما تقوله الأوساط العربية ستشهد القمّة سواء في المداخلات أوفي المقررات إدانة وانتقاداً قوياً لحزب الله وأعماله وفق توصيف هذا الفريق الإرهابي الأمر الذي سيرفضه الوفد اللبناني ولا سيما رئيس الجمهورية.
وفي السياق ذاته ترىالأوساط ذاتها بأن هذه القمّة تشكلمحطة فاصلة بين مرحلتين باعتبار أن ما صدر عن الرئيس عون قبيل زيارته مصر صنّف يتيماً وتبعته انتقادات في حين أن هذا الكلام والتموضع إلى جانب الممانعة والدفاع عن حزب الله في ظلّ الحراك السعودي الموزّع بين الملك سلمان بن عبد العزيز ووزير الدفاع محمد بن سلمان الذي التقى مؤخرا الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفق البرنامج السعودي لتطويق إيران ثم مكافحة الإرهاب وتحديداً «داعش» و«القاعدة»، رسم محوراً جديداً له امتداداته على الساحة الإقليمية وجعلها أمام مرحلة مغايرة للسابقة وستشكّل جامعة الدول العربية الغطاء العربي لهذا الحراك السعودي - الإماراتي الذي يعرب بوضوح عن استعداداته لهذه المواجهة التي على لبنان أن يجيد التعاطي معها بحيث ستكون تداعيات المواقف إن لم تكن مدروسة كمقولة «الزايد خيّ الناقص» هذا إذا قبلت هذه الدول موقف لبنان غير المتضامن معها والمصنّف رمادياً والأسوأ من كل ذلك تقول الأوساط الديبلوماسية إذا ما نحا الوفد اللبناني في اتجاه الدفاع عن الممانعة وسلاح حزب الله والمقاومة التي يقودها حزب الله.