هكذا، وبكل وقاحة يُقدم مجلس النواب غير الشرعي على التمديد لنفسه للمرة الثالثة على التوالي.
نحن لم نُفاجأ بالحدث، بل كنّا نتوقّعه منذ مدّة، لكنّنا إعتقدنا ساذجين بأنه لا زال في نفوسهم شيء من الحياء والخجل واحترام موكّليهم، بعدما إنتهت صلاحية التوكيل منذ اربع سنوات...
هكذا يعمد "نواب الأمة" إلى خرق الدستور وإستغباء الشعب الذي إنتخبهم، متذرّعين بحجج أوهى من خيوط العنكبوت: الحالة الأمنيّة، المعارك في المحيط العربي، وضع المخيمات الفلسطينية، إلخ...
ألم تُجرَ الإنتخابات البلدية في العام الماضي في الظروف ذاتها؟ ماذا تغيّر منذ عشرة أشهر؟ وهل في أعذارهم وتبرير "فتّوشهم" شيء من الحقيقة والمنطق؟.
منذ العام 2013 وأنتم تحاولون إستنباط قانون إنتخابي يُعيد إنتاج الطبقة الفاسدة ذاتها، تقترحون قوانين على قياساتكم القزمة، بينما نريد قانوناً على قياس الوطن كله.
تحتالون في تقسيم الدوائر من دائرة صغرى إلى متوسّطة إلى كبرى، وتخترعون نظاماً مختلطاً تختلط فيه مصالحكم بفسادكم، كلّكم يُريد لنفسه قانوناً يحافظ على "مكتسباته" بحجّة الخوف على الطائفة وعدالة التمثيل، ثم تدّعون العفة وتتقاذفون التهم بالتعطيل وأنتم إن إتفقتم على أمر، فإنما على تقاسم السلطة والنفوذ وإستمرارية وجودكم في حكم تمسكون بمفاصله، بإسم الدين والطائفة والمذهب والإقطاع السياسي والمالي والمذهبي.
أيها المحتلّون مجلس النواب... ثقوا بأن الشعب الذي تدّعون تمثيله سيعزلكم.
أيها المتربّعون على عروش السلطة والفساد، نُبشركم بأنه مهما مدّدتم وأجّلتم فإن الإنتخابات قادمة والحساب سيكون عسيراً.
أيها المرابون الذين ينفقون المال العام على أنفسهم، ويهدرون حقوق الناس، تأكّدوا أن الشعب المقهور لن يسكت، ولن يقبل أن تستخدموه ثانية بإسم الدين والمذهب لتكريس مصالحكم ولا شرعيتكم.
ايها الفاسدون المُفسدون، إحذروا غضب الجياع واصحاب الكرامات، فشعبي جائع غضوب، لكنه أهلُ كرامة وعنفوان. وما أشرس الجائع عندما يغضب، والكريم حين تُمسّ كرامته.
لا تتقاسموا الأدوار وتُلفّقوا الأكاذيب، بتنا نعرفكم جيداً ونُدرك ألاعيبكم، فهل تعرفوننا أنتم؟.