قررت هيئة البيعة في المملكة العربية السعودية بغالبية 31 صوتا من أصل 43، مبايعة الامير محمد بن سلمان وليا للعهد السعودي الملك محمد بن سلمان خلفا للأمير محمد بن نايف. وقد صدر، على إثر هذا القرار، امر ملكي بالتعيينات الجديدة.
وتقول مصادر دبلوماسية عربية ان الإخراج يتماشى تماما مع الأصول المتبعة في المملكة العربية السعودية، مشيرة الى انه سبقت هذا التعيين، الى جانب الشائعات عن الصراع بين ولي العهد السابق وولي العهد الجديد، إجراءات عدة اتخذت للتضييق على محمد بن نايف، منها اعادة هيكلة نظام الملاحقات القضائية في المملكة حيث فقد ولي العهد السابق سلطة الإشراف على التحقيقات الجنائية، وبدلت مراسيم اخرى الموظفين الرئيسيين الذين كانوا مسؤولين امام محمد بن نايف وحليفه الرئيسي في العائلة المالكة الامير متعب بن عبدالله الوزير المسؤول عن الحرس الوطني السعودي وابن الملك عبدالله بن عبدالعزيز .
وكان الامير محمد بن سلمان قبل تعيينه وليا للعهد يشرف على سياسة الحرب في اليمن والمواجهة مع قطر، كما يشرف على قطاع النفط ويقود الرؤية الاقتصادية حتّى عام 2030 التي هي خطة المملكة لاصلاح اقتصادها .
ولاحظت المصادر نفسها ان تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد جاء في وقت أشار فيه دبلوماسيون اجانب سبق أن إجتمعوا بالملك الذي سيبلغ من العمر 81 عاما هذه السنة، الى انه يميل الى تكرار نفس الكلام، وانه تم إبعاده تدريجيا عن اتخاذ القرارات الفعلية، بالرغم من انه يظهر بشكل منتظم في العلن، ويجتمع مع الوجهاء السعوديين والقادة الأجانب.
وفي حين أشار المغرّد السعودي الشهير "مجتهد" في تغريدة له ان الملك سلمان سيتنازل عن العرش قريبا لصالح نجله الامير محمد. ترى مصادر دبلوماسية عربية ان قرار تعيين الامير الشاب وليا للعهد، في حال لم يحدث شيء يبدل هذا الواقع، يكون قد قضى على احلام كثير من الأمراء الذين يكبرونه سنا بتولي مقاليد الحكم، مثل أبناء الامير سلطان مؤسس القوات المسلحة، وأبناء الملك عبدالله.
وتشير المصادر الى ان البيت الأبيض بإدارة الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، ربما يعتبر محمد بن سلمان هو الاكثر تفضيلا لقيادة المملكة نظرا الى اهتمامه المعلن بتحديث المجتمع السعودي، ومن شأن هذا التحول ان يبدل التقاليد السابقة للخلافة السعودية .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبحسب هذه المصادر هو هل سيحمل تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد نجاحا سريعا في حملته على قطر ومواجهته لإيران ام ستتطلب تراجعا محرجا؟ خصوصًا وان أمير قطر يعرف كيف يغير مواقفه وفقا لما تقتضيه الضغوط.
وتتابع المصادر انه في الوقت الذي تستمر فيه هذه الازمة، سيُصبِح الدور المحتمل لولي العهد السعودي في الشرق الاوسط اكثر حدة او اكثر وضوحا، وقد يؤدي نجاحه الى وضع حدّ للطموحات الإيرانية في المنطقة .
وتخلص المصادر الى التأكيد أن الثقة الزائدة ليست هي الوصفة الصحيحة للانتصار، اذ ينبغي الركون الى العقول الهادئة في الرياض وابو ظبي وعمّان والكويت وواشنطن، لأن أي خطأ في التحرك قد يكون له عواقب وخيمة على المنطقة، فضلا على العالم الاوسع .