لفت تقرير نشره "راديو فرنسا" الى العلاقة المميزة بين فرنسا ولبنان وهي علاقة قديمة وليست بجديدة، مشيرا الى ان مثال تدخل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في قضية رئيس الحكومة سعد الحريري دليل على موقع لبنان المميز لدى فرنسا، مشيرا الى الدعوة التي قدمها ماكرون الى الحريري لزيارة فرنسا لإنهاء الأزمة بين لبنان والسعودية.
وسرد التقرير للمسار التاريخي في العلاقة بين فرنسا ولبنان وبخاصة مع الموارنة في لبنان، والتي تعود الى 24 ايار من العام 1250 حين قدم الملك الفرنسي القديس لويس التاسع اتفاقية حماية الموارنة في لبنان، وذكر التقرير ان لفهم الأسباب التي أدت الى اصداره هذه الإتفاقية، يجب تسليط الضوء على ما حدث قبل سنتين اي في العام 1248 حين كان يتوجه الملك الفرنسي في حملته الصليبية نحو الأراضي المقدسة وفي طريقه نزل على جزيرة قبرص حيث استقبله في الجزيرة بحفاوة الموارنة اللبنانيون المنفيون من لبنان من قبل المسلمين، وحينها قرر أن يقدم الحماية لموارنة لبنان ولمسيحيي الشرق، وقد ذكر في الاتفاقية ان الأمة اللبنانية هي جزء من الأمة الفرنسية، واعدا أن خلفاءه على العرش الفرنسي سيلتزمون بهذه الإتفاقية بحماية فرنسا الخاصة للموارنة، واستمر هذا العطف الفرنسي نحو لبنان حتى اليوم، وأشار التقرير الى ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعلن خلال زيارته للبنان في العام 1996، من بيروت انه ليس سهلا عليه التمييز بين اللبنانيين والفرنسيين.
وشدد التقرير على ان على رغم العلاقة الجيدة بين فرنسا والسلطنة العثمانية التي كانت تحتل لبنان، إلا ان علاقة فرنسا مع مسيحيي الشرق وبخاصة الموارنة في لبنان لم تتغير حتى في عهد الملك الفرنسي فرنسوا الأول، وذلك على رغم مصالح فرنسا الاقتصادية والتجارية الواسعة مع السلطنة، وجاءت الفرصة لتثبت فرنسا التزامها هذا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبخاصة في العام 1845 حيث رفع الموارنة العلم الفرنسي على قمم جبال لبنان وفي العام 1860 أرسل نابوليون الثالث بعثة عسكرية لحماية الموارنة وترسيخ العلاقات بين البلدين، وبعدها حين ابرمت اتفاقية سايكس بيكو حرصت فرنسا على ابقاء جبل لبنان ضمن سلطتها حتى جاء العام 1921 عند ابرام اتفاقية "سيفر" اصرت فيها فرنسا على استقلال جبل لبنان الذي يحكمه الموارنة عن الدولة السورية التي رفع عنها الانتداب، ليستقل لبنان بعدها في العام 1943 كليا عن الأمة السورية، فرسخت المقولة لدة موارنة لبنان بأن فرنسا هي الأم الحنون."ترجمة النشرة"