اشار الدكتور جلبير المجبر إلى انه "مجدداً اعتصم مياومي شركة كهرباء لبنان بغية العمل على انصافهم، بعد كل حالات الإجحاف التي طالتهم خلال السنوات الماضية، وبعد كل الوعود التي رافقت مسيرة احتجاجاتهم من كل الوجوه السياسية التي استغلت معاناتهم، فكانت مُستغلةً لكل تحركاتهم بدلاً من إيجاد الحلول شأنها شأن الكثير من الإدارات والقطاعات التي أهملتها الدولة فوقعت في المستنقع الخطير حيث الإهمال والفساد والمحسوبية وغياب الحقوق"، مؤكدا ان "الدولة التي لم تكن يوماً حريصة على المال العام ولا على الإدارات والمؤسسات العامة، ستبقى تسير في ذات الاتجاه الخاطئ وذات الانحدار، مما سيوصلنا إلى هلاك لما تبقى من مقومات يمكننا الاعتماد عليها، مما يستدعي إعادة النظر في مجمل هذه السياسيات الخاطئة قبل فوات الأوان".
ورأى المجبر ان "شركة كهرباء لبنان لطالما عانت هي الأخرى من الإهمال المتعمد ومن عقد صفقات على حساب توليد صحيح للطاقة، فصُرفت المليارات ووُعِد الشعب مراراً وتكراراً وعلى مدى عقود وعهود خلت بكهرباء 24/24، فيما الواقع بقي اسوداً ومظلماً، فحتى طرقات لبنان تعاني من سوء الإضاءة وغيابها، شأنها في ذلك شأن كل البيوت والاحياء والمناطق".
على صعيد آخر ذكر المجبر أنه "بدأت تطفوا على واجهة المشهد العام معالم التسوية السياسية الجديدة التي تعطي جرعة حياة للحكومة الحريرية وتبقي الوضع مستقراً بعيداً عن اي خلافات قد تعكر صفو الحياة العامة".
كما شدد على أن "التسوية القائمة محط ترحيب لكن لا طائل منها ان أتت على قياس طباخيها، من أحزاب وشخصيات سياسية تريد الاستفادة من الأزمة لمحاولة استثمارها انتخابياً تحت منطلقات أنه كان الفضل لهذه الجهة أو تلك في تحقيق الاستقرار الهشّ ومنع تفلت الأمور صوب ما لا تحمد عقباه، كما أن الطبقة السياسية التي توهمنا بأنها حريصة في هذه المرحلة على الخطاب الهادئ العقلاني، فهي مضطرة لفعل ذلك لأنها تحتاج لأصوات بعضها في الانتخابات النيابية القادمة، إذ أن التحالفات ستكون وعلى ما يبدو جماعية لتحاول كل جهة إنقاذ الجهة المقابلة، لتعود الطبقة السياسية الحالية هي نفسها من تتحكم بمفاصل الدولة من جديد، وبالتالي مرحلة جديدة من الإستنزاف والسرقات والفساد وإضعاف مقومات الدولة وهجرة الأدمغة الشبابية".
ولفت الى أن "التسوية الحالية بقدر أهميتها لكن الطبقة السياسية أخذتها صوب مصلحتها الخاصة على حساب الصالح العام، من هنا دعوة الناس لان تعيد قراءة الأحداث من جديد وأن تتحضر لمرحلة حساب قد لا تتكرر فرصة إنقاذ الوطن من بعدها مرة ثانية".