وامام هذه المخاطر التي يدركها رئيس مجلس النواب نبيه بري، توقفت اوساط سياسية مقربة من "الثنائي الشيعي" عند تأكيده بالامس بان المقاومة هي الرادع الوحيد في مواجهة التهديدات الاسرائيلية النفطية، وجزمه بانه "اذا لم يكن هناك مقاومة كان يجب ايجادها الان". ووفقا لتقديرات تلك الاوساط فان رئيس المجلس رسم منذ الان "الخطوط الحمراء" لاي بحث في الاستراتيجية الدفاعية التي وعد رئيس الجمهورية ميشال عون المجتمع الدولي ببحثها بعد الانتخابات النيابية. وكذلك وجه "رسالة" بالغة الدلالة الى كل المعنيين في الخارج والمراهنين في الداخل على حصول تطورات "دراماتيكية" في المنطقة.
وتلفت الاوساط الى ان بري المدرك، بان المنطقة مقبلة على تحديات نوعية في ظل "الكباش" الاميركي -الروسي، وفي ظل حالة الوهن العربي القائم، تبلغ من اكثر من مصدر دبلوماسي غربي بان الضغوط على لبنان ستكون اكثر حدة في المرحلة المقبلة، وهو تفاهم مع "حزب الله" على كيفية مقاربة هذا الملف بكثير من "الحكمة والعقلانية"، وهو في هذا السياق لا يشكك في نوايا رئيس الجمهورية ومقاصده، علماً ان الرئيس عون لم يفاتحه بالامر، ولم يطرح معه آلية النقاش المقترح حول هذه الاستراتيجية، لكن بري اراد استباق اي استنتاجات خارجية خاطئة، او مقاربات داخلية "واهمة"، وحسم الموقف جذريا من خلال التأكيد بأن المقاومة حاجة ضرورية لحماية النفط والغاز والدفاع عن الاراضي اللبنانية. واي تفكير من قبل البعض بان لبنان مقبل على التخلي عن اهم نقطة قوة لديه فهو "يهذي"، واكثر ما يمكن تحقيقه في هذا الاطار، "تأطير التكامل" الحاصل اليوم بين الجيش والمقاومة لمواجهة التحديات المشتركة.
وكان بري قد اوضح أن اصراره على احد بلوكات النفط في الجنوب كان لانه اراد ان يوجه الى اسرائيل اشارة بأن حقوق لبنان لا يمكن التنازل عنها، وأكد خلال لقائه عددا من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أن ليس لديه اعداء في لبنان بل هناك خلافات سياسية وخصومات، مشيراً الى أن "تحالفنا مع حزب الله ليس ثنائيا شيعيا بل أمل ووفاء ولم نحتكر التمثيل في أي دائرة".