أكد وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي في كلمة له خلال إقامة جمعية "فرح السما" غداءها السنوي، لمناسبة عيد الأم في مطعم فندق "الرامي" في بلدة فالوغا أنني كنت أعتقد أن لي أما واحدة، ولكني أؤكد ان الجميع هم بمثابة ام لي واخوات. وهذا اعطاني كمية محبة وحب وفرح في حياتي وجعلني فرحا دائما في الحياة، وعندما يكون لدي صعوبة استطعت ان اكون من هؤلاء الامهات قجة فرح، لانني عندما امر بمرحلة صعبة بحياتي في لبنان في الحرب وفي فرنسا كنت افتح قجة الفرح هذه واخرج بعض الحب الذي أعطتني اياه كل الامهات اعطوني. اعتقد كل شخص يسمعني اليوم يجد نفسه في هذا الكلام لاننا جميعا لدينا عدة امهات لحسن الحظ ولدينا نساء نفتخر بهن. اكيد أمنا البيولوجية هي جوهرة بحياتنا وكمية النساء الامهات اللواتي احبونا اعطونا كمية حب وعاطفة هي اثمن شيء اخذناه في حياتنا".
ولفت الى "أنني كنت اعتقد لفترة طويلة أن العلم سيكون هو الاساس في حياتنا. وبعد العلم سيأتي المال، ونتيجة اختصاصي وعلمي واموالي سيحترمني الناس وافرض نفسي في المجتمع. صراحة، بعد كل هذه السنوات وخصوصا اليوم كوزير للشؤون الاجتماعية اكتشفت ان هؤلاء هم الاهم وكمية الحب الذي اخذناه في حياتنا ولا نزال والذين غمروني بحبهم لم يطلبوا مني اي شيء. هذه الغمرة تعطي الثقة وتبني الشخصية وتعطي الانسان القدرة على الحياة والمجتمع مهما كانت صعوباتهما. وانا عندما احتفل بعيد الام اتوجه بالمعايدة اليكن جميعا لأنكن بالنسبة الي امهات واخوات".
وأشار بو عاصي الى أنه "لا شك انني تسلمت مسؤولية صعبة: الشؤون الاجتماعية التي تعنى باليتم وذهبت الى دور الايتام في كل الطوائف، وانا اريد ان اشدد على ان الحب والعطاء والتضحية ليس حكرا على احد، ولا احد يعتقد انه وحده يعرف الحب في اي منطقة او طائفة او من غير دين لا يعرف الحب. هذا غلط. اعتقد انه يرتكب اول خطأ تجاه الحب، لان الانسان مجبول بالحب".
وأكد "أننا بدأنا باليتم وثاني ملف كان ملف النساء المعنفات، والثالث ملف المسنين والمدمنين وذوي الحاجات الخاصة - اعاقة جسدية وعقلية، ونتوج بملف الفقر، يعني ملفات دسمة، لان المجتمع فيه الكثير من الصعوبات. فعلا هناك الكثير من الصعوبات لكي تستطيع ان تساعد، وهذه هي مهمتك فقط، اي رسالة لديك او مهمة تسلمتها لتساعد يجب ان تضع كل قلبك. وعندما وصلت الى الوزارة لم اكن اعرف كل شيء ولكن العمل الوحيد الذي استطعت القيام به اني نزعت قلبي ووضعته على الطاولة وبدأت العمل بهذه الملفات لكي اخطو بها الى الامام. على الرغم من كل المصائب في البلد هي واقعة عندي، والذي اقوم هو نقطة في بحر. ولكن فهمت امرين: اولا ان مريم تعنينا جميعا، اسما او رمزا، او اعتقادا او ايمانا، كلمة مريم اتية من كلمتين بالعبرية القديمة مر يعني نقطة واليم يعني البحر. لذا مريم هي نقطة في بحر، ولكن لولاها لا يوجد بحر، وبالتالي قلت وفي وقت سريع سأضع نقطة في هذا البحر ونقطة وراء نقطة آمل ان يصبح هناك بحر نستطيع عبره ان ننقذ الناس ذوي الحاجات ونساعد على قدر ما نستطيع".
وأكد "أنني اكتشفت اليوم أن نصف الوجوه التي أراها هنا هم الناس الذين تفاعلت معهم بهذا العمل الاجتماعي خلال السنة التي مرت، هي ليست نقطة هي انهار وانهار من العطاء والمحبة والتزام مجتمعنا، وهي الذخيرة والثروة الاساسية في هذا المجتمعات ليس على المستوى القروي الذي كان يقف الى جانب الضعيف، انما على صعيد الوطن لا احد يتحرك لان مجتمعنا يقف الى جانبه، هذه الذخيرة موجودة وكذلك الارادة للوقوف الى جانب الضعيف. وما علينا القيام به كدولة ان نواكب الارادة هذه ويكون لدينا الوعي لهذه الاهمية ونعطي الامكانات اللازمة. لذا اقول لا خوف لدي على لبنان ليس لان فيه بترولا فقط بل لان اللبنانيين قلوبهم كبيرة، ويعرفون الوقوف الى جانب الضعيف وكيف يساعدونه بمتابعتهم ومحبتهم لكي يقف على قدميه لان في لبنان لدينا أمهات والام لا تقوم بعمل آخر ان تعطي الرضيع الضعيف الذي لا حظ له للبقاء على قيد الحياة والاستمرار من دون امه لا يستمر وبموت من الجوع والعطش والاهمال. هذا الرضيع تعطيه أمه كل حياتها ليقف على قدميه وينطلق في الحياة، وهو لا يستطيع ان يرد الجميل لأمه عليه".
ولفت بو عاصي الى "أننا كما ترون، لا ألقى خطابا انتخابيا ولن اتحدث كخطاب انتخابي لانني دعيت كوزير وليس كمرشح، واحتراما لكل الموجودين وهذا ليس مهرجانا انتخابيا اسمح لنفسي ان اعتذر منكم ولن اتحدث انتخابيا".
وأكد "أنني أريد التحدث كوزير ليس فقط كوزير للشؤون الاجتماعية لاقول ان هناك اشياء في هذا البلد نفتخر بها ذكرت قسما منها، وهناك اشياء غير مقبولة، انا من هذا الموقع لن انتقد اداء الحكومة وأنا جزء منها، على الأقل اخلاقيا لا اسمح لنفسي. داخل الحكومة اقول ما اريده ولكن في الخارج اخلاقيا يجب الا انتقد اداء الحكومة لأني جزء منها، على الرغم انها تجمع اطرافا مختلفين بمقاربتها السياسية. ولكن اقول اليوم، ما هو مطروح منذ فترة في هذا البلد الاستدانة من الخارج بقروض ميسرة بمليارات الدولارات قد تصل الى 22 مليار دولار لحل مشاكلنا في البنى التحتية. أريد الاضاءة على عدد من النقاط لأقول اين يجب ان يحصل التغيير الفعلي في هذا البلد، انا في ضيعة اسمها العبادية امس في مجلس الوزراء، ولا افشي سرا، وعندما طرح هذا الموضوع قلت لهم ولدت منذ 52 عاما ومنذ 50 عاما اكتشفت ان المياه تأتي الى العبادية ساعتين في الاسبوع. وقلت في مجلس الوزراء انه بعد 52 عاما، في العبادية تأتي المياه ساعتين في الاسبوع! يعني لا نزال مكاننا منذ 52 عاما. ومذذاك الوقت حتى الان مر باريس 1 و2 و3 ولندن والكويت والرياض ومؤتمرات عديدة، ولكن لا تزال المياه من 52 سنة تاتي الى العبادية ساعتين في الاسبوع. المشكلة هنا هي في عدم الجدية وغياب التخطيط وعدم وضع الامكانات المناسبة في المكان المناسب. انا اذا اردت ان اكون جديا فهو في ايجاد حل لمشكلة المياه وضمن الامكانات نتقدم خطوة خطوة. ولكن منذ50 عاما ما زلت مكاني والدين العام بلغ 77 مليار، يعني المشكلة الأساسية عندي ليست في التمويل، بل هي في عدم الجدية، والكهرباء المشكلة نفسها منذ 30 عاما ولا نزال نقف مكاننا واصبح دين الكهرباء 34 مليار دولار. المانيا تشتري كهرباء من انتاج الطاقة الشمسية، والذي يسمعنا نتحدث عن الصرف الصحي واتكلم هنا في فالوغا والمنطقة التي تصب في مكان قريب من آبار مياه بمريم. وبعد جهد جهيد، استطعنا تحويل الصرف الصحي بعيدا من آبار بمريم ولكن الى الوادي. لا الوم احدا، ولكن اقول هذا الجهد لا يستطيع ان يكمل ولا احد يتصور حجم الازمة التي نتجت من مشكلة النفايات والصرف الصحي. نحن نستطيع ايجاد حل لهذه الازمة، ولكن هناك شلل في القرار والتفكير والارادة في أحسن الاحوال".