اشتهر لبنان بأنه موطن القديس شربل مخلوف الذي انتشرت عجائبه في مختلف اصقاع الكرة الارضية، ويحج المؤمنون الى بلدة مار شربل الام "بقاعكفرا" والى دير مار مارون- عنايا الذي كان شربل احد افراده ومات في المحبسة التابعة له.
ولكن، هناك علاقة قديمة تربط ايضاً هذا القديس ببلدة حاريصا اللبنانية، وقليلون من يعلمون ان هناك لوحة نادرة للقديس شربل محفوظة في الكنيسة التي تحمل اسمه في حاريصا، والتابعة للرهبانية اللبنانية المارونية. واللافت ان هذه الكنيسة هي الاولى التي تم بناؤها على اسم القديس، وتولى الاباتي حنا سعادة من غوسطا بناءها، وهو نفسه الذي اسس ايضاً ميتم ومدرسة مار شربل في حاريصا، قبيل سنة من اعلان تطويب شربل في روما.
اما اللوحة فتحمل قصة اخرى، فقد رسمها الفنان الايطالي ميسوري، وتم عرضها في احتفال ضخم في الفاتيكان خلال اعلان البابا بولس السادس في 9 تشرين الاول من عام 1977، الراهب اللبناني شربل مخلوف قديساً. وتم تخصيص الدائرة الزجاجية المزدانة بالالوان (وهي لا تزال موجودة داخل بازيليلك القديس بطرس في روما)، لعرض اللوحة، فيما عرضت لوحة اخرى في الوقت نفسه على شرفة البازيليك ليتسنى للمؤمنين مشاهدتها وتأمّل روعتها.
وفي العام 1977، تولى رهبان من الرهبانية اللبنانية المارونية نقل اللوحة الى لبنان، وهي محفوظة حتى اليوم في دير مار شربل- حاريصا، الذي يشهد ورشة تأهيل وترميم يقوم بها رئيس الدير الاب ايلي قرقماز.
يا شربل صلي عنا، تمجد الله في قديسيه.