كثرت التعليقات والتوقعات حول قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، مع نصيحة وزير العدل الاميركي جيف سيشنز بان تؤجل واشنطن هذه القمة بسبب الاتهامات، التي وجهت الى ١٢عميلا من المخابرات الروسيّة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركيّة.
لكن الرئيس ترامب لم يأخذ بكلام وزير العدل وهو واجه اجندة حافلة في هذه القمة، ابتداء من كوريا الشماليّة وإيران وجزيرة القرم وصولا الى مجموعة من القضايا الثنائية الشائكة، التي لا توفر سوى القليل من الارضيّة الواضحة للاتفاق على مقاربة مشتركة بين موسكو وواشنطن.
ورأت مصادر دبلوماسية غربيّة انه مع استمرار التكهنات حول احتمال توقيع اتفاق مع روسيا بشأن سوريا، فان من غير المرجّح ان يؤثر اي قرار على مسار الاحداث في الشرق الاوسط خلال السنوات المقبلة، اكثر من مسألة فترة بقاء القوات الاميركيّة في سوريا .
ولفتت هذه المصادر ان على الولايات المتحدة الا تخطئ، بأن قوّاتها الصغيرة الحجم تعتبر مهمة للغاية بالنسبة لأصدقاء واشنطن، مشيرة الى انها تعود بالفائدة الكبيرة على الامن القومي للولايات المتحدة، امام تهديدين، احتمال نهوض مجدد لتنظيم داعش الارهابي، وجهود ايران لاستخدام سوريا كمنصّة لعرض نفوذها في صميم الشرق الاوسط العربي وضد اسرائيل.
ولاحظت المصادر ان حلفاء اميركا في المنطقة كانوا فقدوا ثقتهم بإدارة الرئيس السابق باراك اوباما، بسبب عدم انخراطها الواضح في الشرق الاوسط، ومع ذلك تبرز مرة اخرى، وربما بشكل أعمق، شكوك واسعة حول مدى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها نحو الاستقرار والأمن على نطاق واسع، والسبب هو تردد ادارة ترامب في سوريا، والفجوة بين خطابها وواقع سياستها تجاه ايران.
وتعتقد المصادر، ان اعادة فرض عقوبات على طهران امر سهل، لكنه لن يكون كافيا لقلب المكاسب التي حققتها ايران في المعارك الدائرة في الشرق الاوسط، وتتزايد الشكوك بأن الادارة الأميركية الحالية لا تجرؤ على إكمال المهمّة الصعّبة للحدّ من أنشطة ايران في المنطقة.
وتتخوف المصادر من انه اذا تركت الجمهوريّة الاسلاميّة دون رقابة فإن انخراطها المتزايد في سوريا سيؤجّج مرة اخرى التطرّف السنّي في حرب أهليّة لم تخمد نيرانها بعد.
وتعتبر المصادر، ان الولايات المتحدة حلفاء تملك الوسائل لمواجهة الإيرانيين لرسم معالم مستقبل مختلف لسوريا.
في المقابل لا تعوّل مصادر عربية متعاطفة مع محور الممانعة، على لقاء هلسنكي أيّ أهمية يمكن أن تحدّ او تخفّف من الاتفاق والتعاون القائم بين ايران وروسيا والنظام السوري، وان واشنطن لن تغامر في مواجهة مع موسكو، من اجل حلفائها في المنطقة وخاصة دول مجلس التعاون، وان المواجهة مع ايران تعني اشتباكا قد يتطوّر الى حرب إقليمية .
وخلصت المصادر الى القول بأن القمة ربما تكون اعترافا من ترامب بضرورة التنسيق مع زعيم روسي، اثبت قوّته وحضوره على الصعيد الدولي لا سيما وان الرئيس الاميركي طالما ردّد خلال حملته الاميركيّة انه يعتبر بوتين خصما وليس عدوا.