أوضح رئيس "الحزب الديمقراطي" النائب طلال أرسلان، أنّ بيانه الشديد اللهجة أمس، هو "مجرّد ردّ مشروع على محاولة المسّ بكرامتنا"، مبيّنًا "أنّني مستعدّ أن أتحمّل وأصبر في السياسة مهما تطوّر الخلاف مع رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، أمّا ان يستسهلوا التعرّض لكرامتي الشخصية فهذا أمر ممنوع ولا يمكن ان أقبل به أو أسكت عنه، حتّى لو كانت ستخرب الدنيا".
وعن إصداره بيانه في هذا التوقيت بالتحديد، لفت في حديث صحافي، إلى أنّ "خلال الأيام الماضية تعرّضتُ لاستهداف متلاحق عبر موقع "تويتر" وغيره من النواب فيصل الصايغ، وائل أبو فاعور وأكرم شهيب وصولًا إلى الوزير السابق غازي العريضي، الّذي يريد أن يُحاضر في العفّة بينما هو متورّط في ملفات تتعلّق بوزارة الأشغال عندما كان يتولّاها"، مشدّدًا على أنّه "طفح الكيل بعدما تحمّلتهم كفاية، ولم يعد بمقدوري السكوت أكثر، فكان لا بدّ لي من أن أردّ على جنبلاط شخصيًّا، علمًا أنّه سبق أن نبّهته قبل فترة إلى أنّني لن أردّ على جماعته بل عليه مباشرة".
وأشار أرسلان، إلى أنّهم "يتّهمونني تارة بأنّني زَلمة رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وطورًا بأنّني أصبحت مارونيًّا... عيب، لقد تجاوزوا الخط الأحمر، وعلى وليد جنبلاط وجماعته ان يعلموا انه متى شعرت بأنّ هناك استهدافاً لكرامتي فأنا أصبح مثل الذئب الكاسر"، مركّزًا على أنّ "للعلم، أنا اختلفتُ مع النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام ووزير الخارجية السورية السابق غازي كنعان في الماضي بسبب حرصي الشديد على كرامتي، ومتى خُيّرت بينها وبين أيّ اعتبار سياسي، لا أتردّد في الانحياز إليها".
ونوّه إلى أنّه "إذا كان عليّ الاختيار بين رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع وباسيل، فإنّ قناعاتي وخياراتي ومبادئي ومقاومتي تقودني تلقائيًّا إلى التحالف مع باسيل الّذي لم تتلوّث يداه بالدماء على الأقل، وسواء كنت تحبّه أو تكرهه فإنّ باسيل كرئيس لـ"التيار الوطني الحر" يمثّل جزءًا أساسيًّا من النسيج المسيحي في الجبل"، موضحًا أنّ "بالتالي، إنّ اتفاقي معه يندرج في سياق تعزيز التعايش والمصالحة في تلك المنطقة، إلّا إذا كان المطلوب أن نعيش من دون المسيحيين في الجبل أو نعيد إنتاج العداء بيننا وبينهم".
ونصح أرسلان، جنبلاط بـ"عدم فتح ملف التحالفات، لأنّ من كان منزله من زجاج لا يراشق الآخرين بالحجارة، وإذا كانوا يصوّبون على التحالف بيني وبين باسيل، فماذا يُقال عمّن تورّط في تحالفات مع دول معادية؟"، مفصّلًا أنّه "كان بمقدوري أيضًا، لو أردت، أن أذهب إلى السفارات وأطلب الرضى لخدمة مصالحي، لكنّني اخترتُ الثبات على خط التحالف المبدئي مع المقاومة وسوريا، لأنّ كرامتي الوطنية تكمن في هذا الخط الّذي لن أتزحزح عنه".