إذا أردت أن أقرأ بين السطور ما جاء في عظة المتروبوليت جورج بقعوني خلال توليته أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك لا أجد للمفردات معنى ويعجز اللسان عن وصف معاني عظته الروحية لما تحمل من آمال وإنتظارات ترسي بظلالها من إنعكاسات إيجابية على الصعيدين الكنسي والوطني.
كيف لا واكتب ونحن الشبان والشابات وجدنا في شخص سيادته ذاك الحضن الدافىء الذي يجمع الكل بمحبته وتواضعه سواء في قداس توليته أو في تقبله التهاني.
إنه ليس أسقفا عاديا بل أسقفا نذر حياته من أجل الخدمة ليكون الراعي الصالح الذي يصمت وقت الصمت ويتكلم حين تنبىء الأجراس بلغة الكلام، نعم إنه المطران الذي أرادته الأبرشية المذكورة ليكون راعيا وأبا لا يعرف التميز لأن قلبه يتسع للكل ويحب الكل، إنه الراعي الذي أبى أن يأخذ المواقف الجياشة والحازمة في لحظة الموقف، إنه الراعي الذي تنتظر منه الشبيبة كلمة إنصاف وتعاون وهذا ما يدل أن المتروبوليت جورج بقعوني الجزيل الاحترام قد أخلص للوعد والقسم الكنسي في زمن قل فيه الوفاء وكثرت فيه المخاصمة والطمع والتمركز في السلطة، في زمن باتت فيه كلمة الحق ممنوعة ، في زمن ضاع الفقير في غياهب النسيان، لكن المطران بقعوني أطل في زمن الميلاد ليعلن ولادة جديدة للكنيسة وللشعب المؤمن من خلال مده يد التعاون والخدمة والعطاء اللامتناهي لأن خرافه تناديه فكيف لا وهو الراعي الصالح المعروف عنه الرعاية الصالحة والثمار المنتجة في حقل الرب.
فهنيئا" للكنيسة وللشعب المؤمن وللشبيبة براع صالح يخط خارطة كنسية جديدة تفعل فعلها بحسب مشيئة الرب ووصاياه.
كلنا معكم يا صاحب السيادة وندعم مواقفكم ونثني عليها ونشد على أيديكم فلتكن سنوك كثيرة.