ان يكشف الإعلام "الإسرائيلي" عن عزم واشنطن نشر بطاريّات "القبّة الحديديّة" في سورية، على وقع عمليّات إنزال مريبة وبالجملة نفّذتها قوّات اميركية بريف دير الزّور والحسكة في الأيام الأخيرة، تزامنا مع نيّتها فرض "دُويلة" في شرق الفرات وتحضّر لاستخدام استفزازات جديدة بالأسلحة الكيميائيّة عبر جماعة "الخوذ البيضاء" بهدف الحفاظ على الوجود العسكري الأميركي في سورية "وتبرير عمليّات عسكريّة محتملة ضدّ دمشق- حسبما اعلن ممثّل وزارة الخارجيّة الرّوسيّة لصحيفة "إزفيستيا"، فهذا كفيل بأن يطرح مزيدا من علامات الإستفهام حول النيّات المبيّتة خلف قرار سحب القوات الأميركية من سورية، وسط تشكيك مسؤولين وخبراء عسكريّين روس بخلفيّة هذا القرار المخفيّة، حدا برئيس معهد الإستشراق لدى اكاديميّة العلوم الرّوسيّة فيتالي نعومكين، الى التحذير من ان يكون قرار ترامب غطاء لسيناريو "مرعب" يتخلّله استفزاز جديد بأسلحة كيميائيّة قد تنحو هذه المرّ الى محاولة الإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد- حسب تعبيره.
في المقابل، وفي وقت كشف مصدر صحافي عراقي –نقلا عن مسؤول امني رفيع المستوى،عن جهوزيّة وصلت الى حدّها الأقصى جهّزها محور المقاومة ردّا على ايّ سيناريو اميركي-اسرائيلي ضدّ سورية، مرّرت دمشق وطهران"رسالة غير اعتياديّة" الى تل ابيب خلال زيارة وزير الخارجيّة السوري وليد المعلّم الى العاصمة الايرانيّة في الخامس من الجاري، عبرإعلانه"انّ من واجب سورية حماية القوّات الإيرانيّة على اراضيها"، ليلاقيه امين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني بالتهديد، بردّ قاس على ايّ اعتداءات "اسرائيليّة" جديدة على سورية، وليأتي الكشف "الإسرائيلي" عن 3 من اربع قواعد لمنظومة "أس300" الصاروخية في سورية "بوضعيّة قتاليّة" للمرّة الأولى، على وقع بدء العدّ العكسي لاكتمال تدريبات الجيش السوري على استخدام المنظومة الصاروخيّة في شهر آذار المقبل- حسبما نقلت صحف روسيّة منذ شهور خلت عن مصدر في وزارة الخارجيّة الروسية..
وقائع "مقلقة" كافية لاستجداء زيارة كان من المُفترض ان تقود بنيامين نتنياهو- رئيس الوزراء الإسرائيلي- اليوم الخميس الى موسكو للقاء الرئيس بوتين بعد طول انتظار، الا انّ الأخير عاد واعتذر عن استقباله بعد ابلاغ مسؤولين روس، انّ تموضع منظومة "اس300" الجديد وإصرار تل ابيب على ما تعتبره "حماية أمنها القومي" عبر الإستمرار بضرب ما تزعم انها "اهداف ايرانيّة في سورية"، هما البندان الرئيسيّان على قائمة زيارة نتنياهو-حسبما كشفت معلومات صحافيّة مقرّبة من الكرملين - قد تكون الرسالة الرّوسية بإلغاء زيارة نتنياهو الى موسكو، حافزا "لفرملة" ايّ سيناريو تعدّه تل ابيب ضدّ سورية –بمعيّة ودعم واشنطن بطبيعة الحال، الا انّ بدء العدّ العكسي للإنتخابات "الإسرائيليّة" المُرتقبة في شهر نيسان المقبل، وتوجّس نتنياهو من دنوّ محاكمته بتهم الفساد واللحاق بسلفه ايهود اولمرت الى السّجن اذا ما فشل بالفوز بها، قد يرجّح احتمال "هروبه الى الأمام" لكسب نتيجة الإنتخابات لصالحه، عبر جنوحه الى عدوان خارجيّ ضدّ سورية او لبنان...ولكن!
في حين حذّر مسؤول سابق في وزارة الدفاع الفرنسية -استنادا الى مصدر عسكري روسي وصفه ب"الهام"، من ردّ كارثي على أيّ عدوان "اسرائيلي" مُزمع ضدّ سورية او لبنان، توقف المراسل المخضرم في موقع" مون اوف الاباما" اليجا مانجيير، - ربطا برُزمة وثائق بين يديه - لا عند قرارغير مسبوق لدى دمشق وحلفائها، يقضي بأنّ يطال الرّد هذه المرّة اهدافا عسكريّة وحيويّة حسّاسة قد تصل الى عمق تل ابيب"، داعيا قادتها الى تقبّل الحقيقة الراسخة التي آلت اليها الحرب السوريّة، ومفادها "انّ سورية باتت تمتلك انظمة دفاع جوّي لم تكن لتحلم بها قبل عام 2011 "..فيما ذهب الخبير العسكري الرّوسي يودي بودلياكا، الى تأكيد انه اذا قرّر بنيامين نتنياهو -بإيعاز ودعم اميركي- اللجوء الى عدوان ضدّ اهداف في سورية قد يأخذ "طابعا شموليّا" هذه المرّة هربا من امكانيّة عدم فوزه بالانتخابات المرتقبة، فإنّ سورية قد تُخرج سلاحا سرّيا وخطيرا لم تُظهره حتى الآن، قادر على ضرب ايّ هدف محدّد كما تدمير منظومات الدفاع الجوّي والصاروخي "الإسرائيليّة".
ولا يستبعد خبراء عسكريّون روس امكانيّة المواجهة بين منظومة "أس300 " الصاروخيّة، وطائرات الشبح الأميركية، اذا ما صحّت معلومات التقارير التي تلقّفتها الإستخبارات الرّوسيّة، وتكشف عن عزم "اسرائيل" استهداف احدى قواعد المنظومة الروسيّة في سورية بعد رصد احداثيّات تموضعها، عبر استخدام طائرات من الجيل الرابع .. لربما يكون هذا الأمر الخطير سببا هاما لإلغاء زيارة نتنياهو الى موسكو، "خصوصا انّ الجانب "الإسرائيلي" لم يؤكّد او ينف هذه المعلومات عند طلب مسؤولين في وزارة الدفاع الرّوسيّة، ايضاحات حولها- حسب اشارة مصدر وُصف ب"الموثوق" في صحيفة كوميرسانت الرّوسيّة..
وإذ اشار الى مستجدّات هامّة قادمة قد تكون غير متوقعة على الحدود السوريّة -الإسرائيلية، لم يستبعد المصدر "حدثا مباغتا" تُسجّله منظومة "اس300 " ردّا على هذه المستجدّات، تُسلَّط بعده الأنظار على اجواء فلسطين المحتلّة!