اعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل أن "الفوز بالتزكية شكل من اشكال الديمقراطية والتي تحدث في حالات إما يكون هناك اجماع أو أكثرية ساحقة راضية وتعطي ثقة لشخص محدد إما بسبب هذه الاكثرية هناك ناس ترغب في الترشح لرئاسة التيار أو الحزب ولكن ترى النتيجة مسبقا لذلك لا تترشح"، مشيراً إلى أن "التيار الوطني الحر هو الحزب الوحيد في لبنان الذي يُنتخب رئيسه من القاعدة".
وفي حديث تلفزيوني، لفت باسيل إلى "إنني لا اعتقد انه تم اقصاء احد من الترشح وفي الولاية الاولى لي في الرئاسة اختارني رئيس الجمهورية ميشال عون وأيد ذلك في التيار نسبة 80 في المئة وفي هذه المرة التيار أعطى هذه الثقة بنسبة 90 في المئة ولكن في السنوات القادمة لا نعلم كيف ستكون الظروف وبصراحة كنت اتمنى ان يترشح احد، ولم يحصل ذلك، ففزت بالتزكية ولكنني كنت مستعد للانتخابات الفعلية".
وأوضح "إنني ليس من آل عون وأنا شرف لي أن أكون صهر الرئيس عون ولكن انا واحد من أفراد هذه العائلة وأعتقد أن هذه الفرصة متاحة للجميع وأفصل بين الامور الشخصية والامور العامة ولو تم فرضي على "التيار الوطني الحر" لكنا رأينا اعتراض سريع لأن طبيعة التيار الوطني الحر انه ثوري ولا يقبل ان يفرض عليه احد اي شيء وكوني صهر الرئيس عون لا يساعدني ولا يبعدني عن أي امر"، معتبراً أنه "اذا لم نطوّر النظام في "التيار الوطني الحر" نقع في الجمود، وقوة التيار هي في صلابة مبادئه ومرونة حركته".
وأشار إلى أنه "خلال التحضير للانتخابات الداخلية لـ"التيار الوطني الحر"، ترشحت مع نائبين للرئيس وذلك بعد حركة تشاور واسعة وعندما وصلت الى هذه النتيجة اقترحت تعديل القانون الداخلي للتيار بأنه من الضروري ان يكون للرئيس اكثر من نائبين وهذا جزء من مشروعي الانتحابي وهو تعديل الكثير من الامور في نظام الحزب الداخلي"، مؤكداً "إنني اعتز وافتخر بالسيدتين اللتين تتوليان منصب نائب الرئيس وهما تتمتعان بصفتين، لهما تاريخ وعندهما مستقبل".
واعتبر أنه "في "التيار الوطني الحر" طاقات كبيرة ومن حقهم ان يتنافسوا على الخدمة العامّة، ومعيارنا هو القدرة والانتاجية والالتزام"، مشيراً إلى ان "كل نائب ووزير ومسؤول في "التيار الوطني الحر" هو موضع مساءلة ليستحق منصبه بالعمل والانتاجية"، لافتاً إلى "إننا في "التيار الوطني الحر" نخاطب الشباب بلغة واحدة، مؤكداً أن "التيار الوطني الحر" يتحول الى مؤسسة كبيرة بكل ما للكلمة من معنى ورئيس التيار ليس كل شيء ومن هنا اقترحنا انتخاب نائبين للرئيس وزيادة عدد الهيئات في التيار الوطني الحر".
وأكد "إننا تيّار ينتمي الى الدولة فقط فلا ميليشيا في تاريخنا"، نافياً "وجود أي توتر بين "التيار الوطني الحر" والجيش زنحن لا ننفصل عن الجيش ونحن ولدنا من رحمه وهناك من يسوق لهذه الامور الكاذبة"، مشيراً إلى أن "هذه الشائعات انتشرت بسبب الاجراءات التي طالبنا بأخذها في الموازنة الماضية وأنا كان لدي موقفا واضحا أنه علينا ان نتخد اجراءات في كل شيء وهذه الاحراءات ستطال الجميع ولكن تم تصويب الامور ضد الجيش ولم نقترح اي اجراء يصيب حقوق الجيش في الموازنة ولكن الاجراءات لا يجب ان تطال حقوق أي احد وخاصة الجيش البلناني لانه لديه وضعه خاص ولكن لا يمكن أن يبخل على احد لانه من مميزاته التضحية وفي حال ستطالهم الاجراءات ستطالهم في النهاية وذلك بعد رؤية أن الجميع قدموا التضحيات من أجل الدولة ومن حقهم الانتفاض عندما يرون عبر الاعلام أن الاجراءات تطالهم فقط وحاولوا تشويه موقفنا وضرب علاقتنا بالجيش وعندما نعتدي على حقوق الجيش والعسكريين كأننا نضرب أنفسنا".
وعن صورة قائد الحيش جوزيف عون مع العميل عامر الفاخوري، لفت باسيل إلى أن "أحدهم تصور مع قائد الجيش فما ذنب قائد الجيش بصورة في حفل استقبال يحضره المئات ولكن وصلت الامور عند البعض للقول انني كنت وراء تسريب هذه الصورة"، مؤكداً "إنني مع محاسبة المرتكبين لأي جرم بحق اللبنانيين مثل حالة الفاخوري وما قام به هو مدان، ولكن هناك فئة لم ترتكب اي جرم ولا يجوز ان نعاقبهم بمنع عودتهم وهذا ما اتفقنا عليه في ورقة التفاهم مع "حزب الله" حيث بحثنا موضوع عودة بعض الذين فروا الى اسرائيل وعلينا ان نفصل بين اكثرية يمكن ان يستفيد منهم لبنان واقلية مثل عامر الفاخوري مدانة عودتهم".
وأكد"إننا نؤمن بدولة المواطنة التي تساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات، واقعنا طائفي وطالما ان النظام قائم فاننا سندافع عن حقوق الذين نمثلهم ونستعد لاطلاق تجمع سياسي احد ابرز اهدافه تحقيق الدولة المدنية"، مشيراً إلى "إننا لا نميز بين المسيحي والمسلم داخل "التيار الوطني الحر"، فبعض المسلمين في التيار قبلي ولا يمكن أن نميز بين أحد".
وعن تكتل "لبنان القوي"، لفت باسيل إلى "إننا نحن تكتل لديه هامش من التنوع والنائب شامل روكز ليس منتسباً لـ"التيار الوطني الحر" وهو من الشخصيات المستقلة ومن الطبيعي أن يكون هناك تمايزا مع بعض أفكار "التيار الوطني الحر" ولك يتخطى الحدود وهذا الامر ينطبق على النائب ميشال معوض".
وعن العلاقة مع "القوات اللبنانية"، أوضح باسيل أن "موضوع المصالحة مع "القوات اللبنانية" وضعناه جانباً واتمنى العودة الى روحية اتفاق معراب ولكن رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع لا يريد بل يفضّل ان يمارس حالة من المعارضة العنيفة للحكومة وضد "التيار الوطني الحر" والطابة ليست بملعبي بل بملعب "القوات اللبنانية".
واكد أن "قيادة "حزب الله" تقدّر صراحة "التيار الوطني الحر"د ينزعج الجمهور أما الثقة تقتضي الحديث بشفافية مع الحليف واتمنى المزيد من التعاون لمحاربة الفساد"، معتبراً أنه "لا سبب لان تكون العلاقة سيئة مع رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية واتمنى ان تصطلح الامور ولكن لا تجاوب من جانبه حتى الآن".
من ناحية أخرى ، اعتبر باسيل ان "ما حمى لبنان هو قوة لبنان والرد على اسرائيل كان مدروساً واعادها الى الحدود والى قواعد الـ2006 نحن لا نريد حروبا"، مؤكداً "إننا لن نتخلّ عن حماية لبنان، ومن حقّ الناس ان تطرح السؤال عن الجهة صاحبة القرار في الحرب والسلم، ولذلك نطرح الاستراتيجية الدفاعية".
وعن العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، اكد باسيل أن "العلاقة إلى تحسن والوضع الاقتصادي الصعب يساعدنا ويجبرنا على العمل معا و لديه وزارة المالية التي تتحمل مسؤولية كبيرة بمعالجة الوضع الحالي ما يحتم علينا ان نعمل سويا وتبقى هناك خلافات في العديد من الملفات والوقت الآن للوحدة وهذا نراه أكثر في الحكومة والوقت للانتاج في الحكومة عكس ما يحاول البعض القيام به".
فيما أكد "إننا نريد علاقة جيدة مع الحزب "التقدمي الاشتراكي" تقوم على الشراكة الكاملة في الجبل وفي المجتمع والاقتصاد والادارة واتفقت مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط ومع لائيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط على ضرورة تحقيق مشاريع انمائية وهذا لا علاقة له بالمسار القضائي المستقل في حادثة قبرشمون".
وعن العلاقة مع تيار "المستقبل"، أوضح باسيل أنه "بيننا وبين تيار "المستقبل" تباينات ولكننا مصممون على العمل معاً وعلى الشراكة الوطنية التي نستعيدها ونعززها ونمارسها ونعمل على نقل هذا التفاهم إلى قاعداتنا الشعبية وهذا ما سنعمل عليه فور عودتي من السفر"، مؤكداً أنه "لا علاقة لي بما يخص داخل تيار "المستقبل"، مشيراً إلى أن "الفوارق بيننا اصبحت اقل وما يساعد اليوم هو صعوبة الوضع الاقتصادي ولا يمكننا اليوم التنظير بل العمل".
وأشار إلى "إنني سأعمد قريبا على تقديم ورقة اقتصادية وعلى الحكومة ان تضع آلية عمل تطبيقية لدراسة ماكينزي التي تضمنت توجهات لتحويل الاقتصاد من الريع الى الانتاج والمشكلة ليست في عجز الموازنة بل في العجز التجاري وميزان المدفوعات"، معتبراً أنه "من حق اللبنانيين ان تطالب الحكومة بقرارات جذربة ولم نعد نملك ترف عدم اقفال المؤسسات التي لا لزوم لها من مجلس الجنوب الى صندوق المهجرين واهنّىء وزير المهجرين غسان عطالله الذي يرفض ان يعطي اموالاً لغير المستحقين وهو مصمم على اقفال الوزارة".
وأضاف "انا اقوم بدور صعب لأن كل اجراء اصلاحي يغضب احد الاطراف لكنني مصمم على مواصلة عملي لأن الوضع لم يعد يحتمل ولم يعد احد متحمساً لاعطائنا المزيد من القروض"، مشيراً إلى أنه "على التيار أن يبقى مقاتلاً في مجلس الوزراء حتى ان لم نحصل على الاكثرية في الحكومة ونعمل على ان تكون قوة الاقتصاد اكبر من قوة الدين"، مؤكداً أنه "لا يمكن ان يستمر البلد في ظل هذا الفساد وما نحن فيه هو اكثر من أزمة نظام واتحمل مسؤولية ما أقول".
وعن ملف النازحين السوريين، أوضح باسيل أن "الخطوات العملية لانهاء ملف النزوح والتوطين هي مساعدة النازحين على العودة وعلى المجتمع الدولي ان يدفع للنازح داخل ارضه أو مساعدة الحكومة اللبنانية كما النازحين السوريين مثلما فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونحن نستخف بانفسنا ونتعرّض للانهيار وعلينا ان نرفع صوتنا واوروبا واميركا لا تُنفذ الشيء نفسه التي تطلبه منا بشأن النازحين مع العلم انهم يملكون الامكانيات أكثر منا"، مؤكداً أنه "على الدولة اللبنانية والدولة السورية والمجتمع الدولي العمل على عودتهم إلى بلادهم".
وأكد "إننا نحن مع حق المرأة اعطاء الجنسية لأولادها ولكن في الموضوع السوري والفلسطيني اذا سمحنا بالموضوع سيؤدي ذلك الى كارثة في البلد"، مشيراً إلى "إننا نعطي المراة حيزا كبيرا داخل "التيار الوطني الحر".
عن ذكرى 13 تشرين، أشار باسيل إلى ان "13 تشرين محطة سنوية نتوقف عندها كل عام وندعو الجميع للمشاركة بها لارسال رسالة ضمانة للبلد أن في لبنان تيار مستقل يحمل قضية لبنان وكرامة الانسان اللبناني".