لم ينته بعد البحث عن مواقع المطامر المفترضة لحلّ أزمة النفايات، ويبدو أن المعنيين في اختيار وتحديد المواقع يشعرون بفائض الوقت، لذلك لا تزال المفاوضات جارية مع البلديات والجمعيات والأهالي، والتي تخوضها الأحزاب، كلّ بحسب موقعها في المناطق، ففي الجنوب مثلا، يخوض الفريق الشيعي، حزب الله وحركة أمل مفاوضات صعبة لتحديد الأمكنة الأمثل للمطامر.
اقترحت وزارة البيئة ضمن خطّتها نهاية شهر آب الماضي اكثر من منطقة جنوبية لإقامة المطامر، في بصفور-أنصار، الكفور، المروانيّة، برعشيت وشقرا. في 17 أيلول إجتمع المعنيّون في هذا الملف، مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في حركة أمل بسام طليس ومسؤول العمل البلدي في حزب الله سلطان سعد، وتم الاتفاق على انطلاق الحوار مع البلديات واتحادات البلديات المعنية، واقتراح تصوّر عام يُرفع للقيادة السياسية للفريقين خلال 15 يوما.
يؤكّد طليس أن المشاورات لا تزال قائمة، تحت سقف "موافقة" الاهالي، مشيرا في حديث لـ"النشرة" الى أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان واضحا بأنّ أيّ قرار لا يحظى بموافقة الأهالي لا يمكن أن يمرّ، لذلك فإنّ الامور أخذت وقتها. ويضيف: "الجميع يتحمّل المسؤوليّة في هذا الملفّ، والنقاشات لا تتعلق بالجنوب فقط، بل إنّ الحركة والحزب يقومان بجهد للاتفاق على مواقع المطامر في كل المناطق التي يتواجدان فيها".
وبحسب ما علمت "النشرة" من مصادر مطّلعة فإن الوصول الى الخواتيم لم يكن يسيرا كما كان يتوقع المجتمعون، اذ لم تكفِ مهلة الـ15 يوما التي مُدّدت على وقع الاعتراضات، من قبل الأهالي والبلديات كما حصل في الكفور، وبصفور-أنصار، مشيرة الى أن المحاولات لم تتوقف وبوادر الاتّفاق تلوح في الأفق، مشددة على أن بعض الاقتراحات سقطت ومنها مثلا إقامة مطمر في بصفور، وبعض الاقتراحات لا تزال تُبحث وتمّ قطع أشواط مهمة فيها، ومنها اقتراح المطمر في الكفور-تول، في عقارات قريبة من معمل الفرز.
وتكشف المصادر أيضا عن هناك اقتراحات جديدة بشأن مطامر في قضاء النبطية، منها مثلا اقتراح "أرنون"، ولكنها لقيت معارضة كبيرة من المصلحة الوطنيّة لنهر الليطاني، مشيرة الى أن أحدا من الأحزاب في الجنوب او البلديات أو الاهالي يريد إقامة مطمر يؤثّر على المياه الجوفية او مياه النهر.
ليس الجنوب وحده من يعاني من أزمة النفايات، ولو أنه من أكثر المحافظات تضررا جرّاء المكبّات العشوائيّة، وكما في الجنوب كذلك في غير مناطق، بدأت تتبلور وجهة المطامر الجديدة-القديمة، اذ تكشف المصادر أن مطمر "الناعمة" سيعود للعمل مجددا لنفايات الشوف وعاليه حصرا، وهو الشرط الأساسي الذي سيطرحه الحزب الاشتراكي للموافقة على إعادة فتحه، الأمر الذي سيساهم بتخفيف الضغط عن مطمر الكوستابرافا الذي سيستقبل نفايات بيروت والضاحية، تمهيدا لاعتماد المحرقة.
وتضيف المصادر: "اذا تم افتتاح مطمر الناعمة مجددا فسيكون اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية قد نجح بإطالة عمر "الكوستابرافا"، فهو كان قد أشار سابقا الى أن استقبال الكوستابرافا لنفس كميات النفايات التي تأتيه من بيروت والجبل سيُتخمه خلال أشهر قليلة، بينما اليوم وبحال انتقلت نفايات الجبل الى مطمر الناعمة فإن ذلك سيطيل عمر الكوستابرافا الى ما بين 30 حتى 36 شهرا".
في الساعات الماضية طلب وزير البيئة فادي جريصاتي من السلطة السياسية تقديم المواقع التي تريدها لتحويلها الى مطامر صحيّة، لانّ هذا الامر هو بداية أيّ حل، ولكنّ المشكلة التي يعلمها الجميع ليست بالمطامر الصحّية إنما بانعدام ثقة الناس بهذه الدولة، والتخوّف من تحوّل "المطمر الصحي" الى مكبّ عشوائي بعد الاستعمال.