أكدت قناة NBN، في نشرتها المسائية، أنه "إذا كان المشهدُ المذلُّ لطوابيرِ المواطنين أمام محطات المحروقات قد غاب غداة الاتفاق الذي انتهى اليه اجتماعُ رئيس الحكومة والوزراء مع ممثلي الشركات المستوردة فإن السؤال المشروع: هل ثمة أحدٌ يضمنُ عدمَ تكرارِ هذه الأزمة؟ وإذا كان هناك من يطمئنُّ إلى إخماد نيران البنزين فإن الرغيف ما يزال جَمْرُهُ تحت رماد الأزمة بقوة الإضراب المفتوح الذي يزمعُ اتحادُ نقابات المخابز والأفران تنفيذَهُ اعتباراً من الاثنين المقبل والذي وضعه وزيرُ الوصاية في خانة الإبتزاز"، مشيرًا الى أنه "في المقابل اتهم تجمعُ المطاحن المسؤولين عن القطاع التمويني باللامبالاة وتَرْكِ الأمور من دون معالجةٍ جذرية وبعدما حذر من ان مخزونَ القمح يتناقص أكد التجمعُ استمرارَ المطاحنِ في إصدار فواتيرِ الطحين بالدولارِ من دون تأخير ملوحاً بوقفِ الاستيراد ومتهماً اغلبية المصارف بعدم التحويلِ من الليرة إلى الدولار".
ولفتت الى أن "الواقع الذي تعكسُهُ أوضاع المحروقات والطحين والدواء أثار امتعاضَ الرئيس نبيه بري الذي حذر من أن الوضعَ في منتهى الحساسيةِ والدقة مؤكداً أن كل ما يجري يستدعي مبادرةَ الحكومةِ إلى خطواتٍ عاجلة لمعالجة الوضع وإتخاذِ الإجراءات اللازمة التي تَحُوْلُ دون تفاقم الأزمة. وإذ أشار إلى أن أزمةَ المحروقات خطيرة شدد الرئيس بري على أن الأخطَرَ هو أزمةُ القمح التي يجب إستباقُها بما يمنع حصولها مؤكداً أن هذا مطلوبٌ قبل يوم الاثنين أما الأخطر من كل ذلك فهو الدواء لذلك لابد من عملٍ انقاذي سريع قال رئيس مجلس النواب نبيه بري. أحد أوجه العمل الانقاذي الجذري ان تستورد الدولةُ المشتقاتِ النفطيةَ والقمحَ والدواء بدل الشركاتِ الخاصة فتنهي الاحتكارات وتحققَ أرباحاً أفضل وتقطعَ حَبْلَ صُرَّة تشابُكِ منافعِ فاسدين وسماسرة على ما يؤكد نوابٌ في كتلة التنمية والتحرير وآخرون غيرُهم".
وأوضحت أن "بانتظار الإنصات إلى مثل هذه الأصوات يُقْبِلُ لبنان على أسبوع حاسم بالنسبة لموازنة العام 2020 وإحالتِها إلى المجلس النيابي. وقد شَكَّلَ إرجاءُ الرئيس بري الجلستين النيابيتين وتلويحُهُ بدعوة لجنةِ الطوارئِ الاقتصادية للانعقاد حافزاً للدفع باتجاه إنجاز الموازنة ولتسريع إقرار الاجراءاتِ الاصلاحية التي تقع في صُلْبها أو تدورُ على ضفافِها على شكلِ مشاريعِ قوانينَ ومراسيمَ منفصلة تحال على المجلس النيابي".
وبيّنت أن "اقليميًا، الشمالُ السوري ما يزال تحت رحمة النيران التركية ومن أنقرة اكدت وزارةُ الدفاع الاستيلاءَ على بلدة رأس العين حيث رُصدت وتيرةُ قصفٍ عنيف شَمَلَ أيضاً خطَّ تل أبيض - عين عيسى. وكانت ميدانيات العملية العسكرية قد سجلت استهداف موقع للقوات الأميركية في عين عرب لم يسفر عن قتلى أميركيين لكن أنقرة وعدت باتخاذ التدابير اللازمة لعدم تعريض القواعد الأميركية للخطر. قبل هذا الحادث لوح دونالد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على تركيا ما تسبب بهبوط فوري لعملتها. كما هدد الإتحاد الأوروبي - الذي يجتمع قادتُهُ الخميسَ والجمعة في بروكسل - بفرض عقوباتٍ مماثلة لكنَّ خبراءَ يَرَوْنَ أن الاتحادَ الغاضبَ من العملية العسكرية التركية لا يملك سوى خياراتٍ محدودة"، مشيرة إلى أن "في القاهرة، فاجتماع لوزراء الخارجية العرب في اليوم الرابع للعملية العسكرية التركية في بلد عربي عضو في الجامعة العربية وإن كانت عضويته مجمدة. البيان الختامي الصادر عن الاجتماع دعا مجلس الأمن الدولي للتدخل من أجل وقف العدوان التركي رافضاً أي محاولة لتغيير ديموغرافي في شمال سوريا. وشدد على ضرورة النظر في اتخاذ اجراءات سياسية واقتصادية ضد أنقرة. وأكد البيان الختامي الدعوة لإستعادة سوريا دورها في المنظومة العربية".