بعد هجومه العنيف على "حزب الله" أمام لجنة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الفرعية في مجلس النواب الأميركي الثلثاء الفائت، وبعد كلامه الداعم للحركة الإحتجاجيّة في الشارع اللبناني منذ السابع عشرمن تشرين الأول الفائت، رفع السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان مرّة جديدة سقف هجومه على الحزب متناولاً هذه المرة أمينه العام السيد حسن نصرالله. الدبلوماسي الأميركي الذي ظهر مجدداً بعد غياب عن الساحة اللبنانيّة، وذلك من نافذة التظاهرات الشعبيّة، إعتبر أنّ السيد نصرالله طالب في إطلالاته الأربع المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم لكنهم لم يعودوا، وعندما طلب من الشيعة مغادرة الطرقات، بعضهم استمع إليه لكن الكثيرين منهم لم يهتمّوا لما قاله وهذا أمر لم يشهده لبنان من قبل.
"كلام فيلتمان، وبقدر ما تعتبره قيادة الحزب مفيداً لها كونه يكشف أكثر فأكثر حقيقة وحجم المؤامرة الخارجيّة بأدوات داخليّة، التي تستهدف "حزب الله"، بقدر ما ترى فيه أسلوباً جديداً للإستفزاز" تقول المصادر المقربة من الحزب، وتضيف "حتى الآن، ومنذ السابع عشرمن تشرين الأولالماضي، لم يتمكن أحد لا في الداخل اللبناني ولا من الخارج، أن يستفزّ شارع "حزب الله"، ولم ينجح أحد بعد في جرّ الجمهور الذي يؤيد الحزب الى الشارع مقابل الشارع الآخر، وهذا ما حرصت عليه القيادة منذ اليوم الأول، فإذا كان الهدف من هجومات فيلتمان التصاعديّة هو إستفزاز شارعنا وجرّنا الى حيث لا نريد، والأكيد أنه الهدف الحقيقي لكلامه، فليذهب ويخيّط بغير هالمسلّة، لأنّه سبق له أن جرّبنا وبإستحقاقات أصعب بكثير مما نمر به اليوم وفشل".
حرص قيادة "حزب الله" على عدم إستعمال الشارع مقابل شارع المتظاهرين، ينطلق بحسب زُوّار الضاحية من قناعة لديها ومفادها أنّ أيّ تظاهرة أو إعتصام ينظمه الحزب في هذه المرحلة، لن يفسّر من قبل الأميركيين وحلفائهم في لبنان إلا على الشكل التالي: ها هو حزب الله يلجأ الى إستعمال فائض القوّة في الشارع، ومصدر هذا الفائض السلاح، لتخويف المتظاهرين العُزّل وسحبهم من الشوارع كل ذلك بهدف ضرب الحركة الشعبيّة المطلبيّة التي إنطلقت في السابع عشر من تشرين الأول الفائت. تفسير سيلجأ اليه خصوم الحزب حتى لو نزل مناصروه الى الشارع ومن دون أن يحملوا حتى مسدساً واحداً، لذلك، وإنطلاقاً من كل ما تقدّم، تكشف المعلومات أن الحزب أعطى تعليماته الصارمة الى محازبيه ومناصريه ومؤيديه بعدم التحرك على الأرض لا بشكل منظم ولا بشكل عفوي ولا كرد فعل على أي إستفزاز أو شتيمة قد يصدر عن المتظاهرين في ساحات رياض الصلح والشهداء والنور وايليا والنبطية، أولاً لعدم إعطاء الأميركيين ما يريدونه أكان من كلام فيلتمان أو غيره، وثانياً لأن الحزب لم يرَ حاجة بعد للنزول الى الشارع، وإستعماله كوسيلة ضغط كما يفعل الآخرون. هو مرتاح من كل النواحي، موظّفوه يتقاضون رواتبهم بالدولار، ولم يعد خافياً أنّه وفي الأسابيع القليلة الماضية ضخّ مبلغاً كبيراً في شارعه وبالدولار الأميركي على رغم أنّ المصارف كانت مقفلة.