لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال التأمل الروحي بإطار مواصلته الصلاة اليومية مع المؤمنين من كنيسة الصرح البطريركي، إلى "أنّنا نقدّم صلاتنا على نيّة شفاء المصابين بفيروس "كورونا"، الّذين يزدادون مع الأسف. ونتقوّى بإيماننا الّذي اعتدنا أن نحارب فيه الأمراض المستعصية كالطاعون فيما مضى، واليوم "كورونا" هو طاعون العصر"، مشيرًا إلى أنّ "بشفاعة مريم العذراء ما من شيء مستحيل، ونحن نسأل الله التدخّل ونلتمس الشفاء منه ووضع حدّ لانتشار هذا الفيروس الّذي عزل العالم وخلق حالة من الهلع والشلل على المستوى العالمي".
وأوضح "أنّنا نصلّي أيضًا وأيضًا على نيّة المسؤولين السياسيّين الّذين سيتّخذون غدًا قرارًا يتعلّق بالشؤون الماليّة، على أمل أن يتّخذوا القرار المناسب للبنان بعيدًا عن أية ضغوطات سياسيّة أو مصالح سياسيّة. ونسأل الله أن ينجّينا من وباء التسيّيس الّذي يعطّل كلّ شيء والّذي أوصلنا إلى الحضيض؛ فالتسييس هو وباء لا يقلّ خطورة عن وباء كورونا".
وعن قرار المناولة باليد الّذي اتّخذه مجلس المطارنة يوم الأربعاء الماضي، بيّن البطريرك الراعي "أنّنا تلقّينا اتصالات عديدة من المطارنة والكهنة بخصوص موضوع المناولة في ظلّ انتشار فيروس "كورونا"، وكان جوابنا واضح بأنّ القرار سيُتّخذ بالإجماع في اجتماعنا الشهري يوم الأربعاء، وهذا ما جرى حيث طرحنا الموضوع من مختلف جوانبه في سلبيّاته وإيجابيّاته وفي تاريخه ولاهوته، واتّخذنا قرارًا بأن تتمّ المناولة في اليد، وذلك نتيجة الخوف الّذي يتملّك الناس من أن ينتقل الفيروس من يد الكاهن الّتي تلامس بطبيعة الحال فم المؤمنين وقد تنقل الفيروس".
وشدّد على أنّ "في كلّ حال، إنّ جسد المسيح واحد ولا يتغيّر أكانت المناولة في الفم أم في اليد، وهذا الأمر ليس جديدًا على كنيستنا، ففي البداية كانت المناولة تتمّ باليد. وكنّا نضع القربان على أعيننا كي نستنير بنور المسيح. ونرتّل في ترتيلة "قد أكلت جسدك": "وعينايا التي مسّت به، رحمتك تبصر". ولكن تمّ إيقاف هذه العادة لأنّ بعض أعداء الكنيسة والقربان كان يعمد إلى أخذ القربان وتدنيسه، أو رمي البقايا التي تسقط من القربان المقدس على اليد".
كما أكّد أنّ "لا داعي للبلبلة وللمزايدة في هذا الموضوع وحول هذا القرار، فالرب يسوع حاضر في القربان، وأنت أيها المؤمن ستحصل على نعمة القربان إن كان في اليد أم في الفم، وفي الفترة الحاليّة القرار المؤقّت هو أن تكون المناولة في اليد. لذا، نطلب الوعي والمسؤوليّة في التعامل مع القربان المقدّس وتناوله أمام الكاهن مباشرة، وعدم رمي أي بقايا منه، لأنّ المسيح حاضر في كلّ جزء". وركّز على أنّ "هذا التدبير يستمر إلى حين ينتهي زمن "كورونا" ونعود إلى المناولة في الفم الّتي هي أفضل. أمّا في الوقت الحالي، فلنلتزم بفضيلة الطاعة لأنّ هذا القرار صدر عن الكنيسة وعن مجلس المطارنة مجتمعًا والطاعة واجب على الجميع، وأنا أوّل المؤمنين، لذا دعونا نوقف المزايدات لأنها ليست علامة إيمان وطاعة للكنيسة".