أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في مقال بعنوان "فوضى الانتخابات الأمريكية نعمة لأعداء الديمقراطية في جميع أنحاء العالم"، إلى أنّ "العالم لم يتوقّف عن الدوران على محوره بسبب الانتخابات الأميركية، وما أعقبها من نزاعات ذاتيّة في أرض الحرية للجميع. ففي عصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تنتشر النرجسيّة مثل الطاعون".
وركّزت على أنّه "كلّما طال الجدل في واشنطن، زاد الضرر الجانبي الّذي يلحق بسمعة الولايات المتحدة الأميركية العالمية، والدول والشعوب الأقل حظًّا الّتي تعتمد على الولايات المتحدة والحلفاء الغربيّين لرفع راية الديمقراطيّة والحريّة"، مفسّرةً "أنّنا لنأخذ على سبيل المثال تداعيات عمليّة الجيش الإسرائيلي، يوم الانتخابات الأميركية، لهدم منازل 74 فلسطينيًّا معظمهم من النساء والأطفال، في قرية خربة حمصة المحتلّة بالضفة الغربية. فقد زادت وتيرة عمليّات الهدم في الضفة الغربية هذا العام، ربما استعدادًا لضمّ غور الأردن إلى إسرائيل، وهي الخطّة الّتي يدعمها ترامب من حيث المبدأ".
ولفتت الصحيفة، في المقال، إلى أنّ "على الرغم من دعوة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إلى التدخّل الدولي، إلّا أنّ إسرائيل أقدمت على عمليّة الهدم، بينما كان اهتمام العالم يتركّز على الانتخابات الأميركية. ومع ذلك، فقد يكون القادم أسوأ. فبينما يحتدم الصراع على السلطة في واشنطن، يحذّر محلّلون من أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد يواصل بشكل تعسّفي خلق "حقائق جديدة على الأرض" بمباركة ترامب".
وأوضحت أنّ "خلال الأسابيع الـ11 المقبلة، من المحتمل أن نشهد ارتفاعًا كبيرًا في عمليّات الهدم الإسرائيليّة، وعمليّات الإخلاء وإعلانات المستوطنات، وربّما حتّى ضمّ رسمي لأجزاء من الأراضي المحتلّة، حيث يسعى نتانياهو وحلفاؤه في حركة الاستيطان لتحقيق أقصى استفادة من الوقت المتبقّي لترامب في منصبه".
ورأت أنّ "من الواضح أنّ ترامب يريد خروج القوات الأميركية من أفغانستان بأي ثمن. بينما يبدو الرئيس الأميركي المنتخَب جو بايدن أكثر حذرًا بشأن التخلّي عنها، ولكن ليس هناك الكثير ممّا يمكنه فعله الآن".