اشار وزير الاتصالات جوني القرم، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أن "الوزارة تستدين المازوت منذ حوالي 20 يوما"، لافتا إلى مشكلتين أساسيتين أدتا إلى انقطاع الفيول من “أوجيرو”، تتمثلان بحاجة الهيئة يوميا لمليار ليرة لبنانية تكلفة مازوت، وعندما جئنا لصرفها من سلفة الـ350 مليار ليرة التي أقرت في مجلس النواب للهيئة واجهتنا مشكلة المحاسب، فلصرف المال بالقانون يجب أن يكون هناك محاسبان اثنان للإمضاء على المعاملة.
ولفت إلى "إننا حاليا لدينا محاسب واحد في كل الوزارة، وتقدمنا بطلب لمجلس الخدمة المدنية لتوظيف محاسب آخر لكنهم لم يلبوا طلبنا، ومنذ حوالي الأسبوعين تقدمت أنا شخصيا بطلب لوزير المالية يوسف الخليل إما لإعطائنا الحق بتسيير المعاملات بإمضاء محاسب واحد، وإما إرسال محاسب لتيسير الأمور، وأيضا لم أحصل على رد. كذلك اتصلت السبت بوزير المال لحل المشكلة عن طريق توقيعنا أنا والوزير على المعاملة لتيسير الأمور، ولم أصل إلى نتيجة".
واكد أن "هذه المشاكل الإجرائية التنفيذية حالت دون قدرتنا على الدفع للموردين للحصول على المازوت، وما زالنا نستعين بالاستدانة منهم للاستمرار"، موضحا أنه تواصل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي وعده بإيجاد حل.
وفي السياق، تحدث القرم عن المشكلة الثانية المتمثلة برفض مصرف لبنان المركزي تحويل الأموال المدفوعة من الوزارة للمنشآت النفطية بالليرة اللبنانية إلى الدولار على منصة صيرفة، ويشرح أنه "منذ فترة سمحوا لنا استثنائيا بأن نشتري المازوت من المنشآت وندفع بالليرة اللبنانية، على أن تحول المنشآت بنفسها المبالغ إلى الدولار على سعر منصة صيرفة، إلا أن حاكم المركزي رياض سلامة أبلغهم مؤخرا أنه سيعقد الخميس المقبل اجتماعا لمجلس الإدارة في مصرف لبنان لبحث ما إذا كان سيتم إقرار الصرف وتحويل الدولارات على المنصة أم لا"، مشيرا إلى أن "هذا الأمر أدى إلى تخوفهم من إعطائنا كمية المازوت المطلوبة قبل فتح الاعتمادات من مصرف لبنان، وطلبوا تدخلي مع رئيس الحكومة ليحل الموضوع مع سلامة".
وعن إمداد سنترالي المزرعة والأشرفية بالفيول، أوضح القرم أنه "تم التبرع بالمازوت لسنترال المزرعة، كما أن هناك من وافق على بيعنا المازوت بالدين لحين حل المشكلة، كما تواصلنا مع الجيش الذي أبدى استعداده لإعارتنا المازوت". وأعرب عن أسفه لأننا "أصبحنا نعمل على طريقة إدارة الأزمات"، رافضا الاستمرار بما وصفه "الركض وراء المازوت، وكل مرة ينتظرون الربع الساعة الأخير لإسعافنا بقرار يجب أن يتخذ منذ البداية".