أشار السيد علي فضل الله إلى التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الحركة الإسلامية ولاسيما أن هناك من يسعى لإفشال هذه التجربة وضربها، داعيا الحركات الإسلامية إلى إبقاء أهدافها واضحة وعدم الانغماس في التفاصيل التي تربك حركة عملها والابتعاد عن الصراعات والنزاعات التي تمزق الوطن وتأخذ أبعاداً طائفية ومذهبية لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة.
وخلال محاضرة في مدينة كربلاء بدعوة من حزب الدعوة الإسلامية ودولة القانون تحت عنوان " الدعوة إلى الله"، شدد فضل الله على ان تكون الغاية من التصدي لهذا الموقع او ذاك ليس لتحقيق النفوذ والمناصب بل هو وسيلة لتحقيق العدالة والتنمية الاجتماعية والسياسية واستقلال الوطن وعدم الارتهان للأخرين، والأهم تعزيز الوحدة الوطنية والإسلامية.
وتابع :"نحن كإسلاميين مسؤوليتنا ان نقدم النموذج الراقي للإسلام على المستوى الاجتماعي، بحيث تأتي الممارسة العملية منسجمة مع الخطاب الذي نريده أن يستنهض الوعي ويربط الجماهير بالقيم الإسلامية نابذاً للعصبيات وحاضاً كل فرد على تحمل مسؤولياته في الدائرة الاجتماعية التي يعيش فيها، والتشديد على مسؤولية الدولة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتي تنعكس إيجابا على حياة الناس لجهة التخفيف من اعبائها المعيشية ومن حاجاتها للخدمات الضرورية، أما على المستوى السياسي فالأولوية لبناء نموذج في الحكم يتطلع إلى محاكاة النموذج الذي قدمه أمير المؤمنين(ع) في العدالة والمساواة بعيداً عن سياسات الهدر والصفقات والفساد التي انهكت البلاد والعباد وذلك لإعادة الثقة بهذا الدين الذي يتعرض للتشويه بفعل الممارسات السياسية السيئة أو بفعل تحوله إلى عصبيات مذهبية لا تصلح لبناء الأوطان وإصلاحها".
واكد فضل الله على ضرورة المراجعة المتواصلة لتجاربنا الإسلامية ومعرفة أسباب الإخفاقات والنجاحات للقيام بممارسة النقد الذاتي لتصويب المسار، والاهتمام بالبناء الروحي والفكري والسياسي للكادر الإسلامي، كشرط ضروري لنجاح الدعوة وتجسيدها سلوكاً اخلاقياً وإنسانيا في كل المواقع، الأمر الذي يوفر الكثير من الوقت والجهد لمواجهة العوائق والتحديات التي قد تعترض طريق المشروع الإسلامي وتمنعه من النجاح.
وختم فضل الله :"مسؤوليتكم كبيرة في الحفاظ على هذا الوطن المتنوع وطن العدالة والمساواة لجميع أبنائه بحيث يستعيد دوره الريادي في مناصرة قضايا الأمة".