المتأمل بهدوء بأحداث لبنان في الايام الماضية أين هي يد الله وعنايته ومحبته في هذا الزمن القاسي والصعب الذي يعيشه اللبنانيون في هذه الايام؟ حيث الغلاء اجتاح كل السلع الاساسية اليومية التي يحتاجها المواطن اللبناني والانسان العادي لقوته ولحياته وحياة عائلته اليومية.
اذا كان لبنان يعني قلب الله "لب"="قلب، نان=الله"، فأين هو الله عن وجع قلب جميع اللبنانيين الذين أكل غلاء الدولار رواتبهم فاصبحوا شبه معدومين في أيام لا تحمل لهم الاّ الاخبار السياسية والاقتصاد والبيئة؟.
يقول الكتاب المقدّس بعد أن عبر موسى الاراضي القاحلة والصحراوية، فسأل موسى الله عندما أطل ورأى جمال جبال لبنان: وهذا الجبل؟ لأنّه أراد أن يكون جبل حرمون أيضا قسماً من أراضي الميعاد. وهنا يقول الكتاب المقدس: عندها غضب الله وقال لموسى: "موسى اغمض عينيك هذا الجبل ملك لي ولن تعبر اليه لا انت ولا احد ممّن يأتي بعدك. فلبنان ملك الله ووقف له". وتجلّت محبّة الله للبنان وعظمته وعنايته بأرض الله وبشعبه.
انا اؤمن أن هذه العناية الالهية هي التي تسير تاريخنا اليوم فلا يجب أن نخاف لان الله لن يترك لبنان ولا شعب لبنان للذين يلعبون بمصيره وتاريخه ولو كان الانسان كما يقال عنه أنه كائن لعوب فهو لا يقدر أن يلعب بقدره، وعناية الله هي التي ترعانا، والتي في النهاية ستنقذ هذا الوطن وترسل له من يخلصه ويعيده الى سابق ايامه التي كان فيها الخير والعيش الوفير الكريم.
انا اؤمن ان الله سيسمع صوت استغاثتنا ولكثرة صلواتنا وآلامنا وأوجاعنا، لان يد الله هي التي تكتب تاريخ البشر والتاريخ ولو على خطوط لولبيّة. لبنان بيد الله وليس بيد البشر. للتاريخ معنى تيولوجي وليس فقط لايام زمنيّة وسنين ولأحداث تمر (تثنية الاشتراع 3/25,32/52, 34/4) وفي كتاب حزقيال: 31/15، يقول "اشبهك بأرزة لبنان، جميلة الاغصان وارفة الظل، في هبوطها أقيم مناحة والبس لبنان حدادا"... وهكذا يبان حب الله للبنان وعنايته به فلا تخافوا من ألاعيب السياسيين وخزعبلاتهم.
*(دانيال النبي)