أشار عضو نقابة أصحاب محطّات المحروقات جورج البراكس، إلى أنّه "عندما اندلعت عمليّة "طوفان الأقصى" في السّابع من شهر تشرين الأوّل الماضي، كان سعر برميل النفط برنت يناهز 84 دولارًا أميركيًّا. وتحت وطأة تحرّك الأساطيل الأميركيّة والغربيّة والخوف من تمدّد الحرب إلى نزاع إقليمي أو حتّى أكبر من ذلك، والمواقف العالية اللّهجة الّتي أخذتها إيران واليمن، الدّولتان اللّتان لهما تأثير كبير في مضيق هرمز وباب المندب حيث ممرّ عدد كبير من بواخر النفط، ارتفع سعر البرميل ليتخطّى 93 دولارًا".
وشدّد، في حديث تلفزيوني، على أنّ "مع الوقت، زال هذا التّخوّف وحلّ محلّه ترجيح بأنّ النّزاع سيبقى محصورًا في غزة وإسرائيل، بالرّغم من دخول اليمن إلى الحلبة وتنفيذ بعض العمليّات العسكريّة، إن من إرسال صواريخ نحو إيلات في جنوب إسرائيل، أو اعتراض وحجز بواخر إسرائيليّة في البحر الأحمر؛ وعادت أسعار النّفط إلى التّراجع".
ولفت البراكس إلى أنّ "منظّمة الدّول المنتجة والمصدّرة للنّفط وحلفاءها "+OPEC" حاولت التّدخّل للجم انخفاض الأسعار، وأعلنت بعد اجتماعها يوم الخميس الماضي قرارها بمواصلة خفض إنتاجها، حيث قرّرت السعودية تمديد خفض إنتاجها بمعدّل مليون برميل يوميًّا لغاية نهاية شهر آذار 2024، وواكبتها روسيا بمئتي ألف برميل يوميًّا، وكذلك الإمارات والعراق والكويت بما مجموعه 700,000 برميل يوميًّا. ولكن بالرّغم من ذلك، تابع سعر البرميل انخفاضه ليصل اليوم إلى ما دون 77 دولار".
وعن أسباب هذا التّراجع والاستقرار في أسعار النفط، أوضح أنّ "الأسباب الرّئيسيّة لهذا الوضع هي الانكماش الاقتصادي على المستوى الدّولي، وتراجع نسب النّمو، إضافةً إلى تراجع الإنتاج الصّناعي في الصين، ارتفاع الإنتاج النّفطي في الولايات المتحدة الأميركية، وارتفاع حجم المخزون الاستراتيجي الّذي لامس أرقامًا قياسيّةً؛ ممّا يزيد الكميّات المعروضة في الأسواق الدّوليّة".
وعن انعكاس استقرار سعر النفط عالميًّا على أسعار المحروقات في لبنان، ركّز على أنّه "بما أنّ أسعار المحروقات في لبنان تتأثّر باسعار النّفط الدّوليّة وبسعر صرف الدولار في الأسواق المحليّة، وبما أنّ الدولار الأميركي ثابت على استقراره على سعر 89700 منذ أكثر من شهرين، فكان من الطّبيعي أن تتراجع الأسعار في الأسواق اللّبنانيّة".
وذكر البراكس أنّ "منذ 7 تشرين الأوّل ولغاية اليوم، انخفضت صفيحة البنزين 199000 ليرة (من 1760000 إلى 1561000 ليرة)، والمازوت 218000 ليرة (من 1764000 إلى 1546000 ليرة)"، متوقّعًا أن "نشهد مزيدًا من الانخفاض في الفترة المقبلة".