نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية، عن مرجع نيابي معارض، قوله إن "من الواضح أن التحريك الأساسي للملف الرئاسي في لبنان يأتي من محورين رئيسيين: الأول هو الولايات المتحدة، التي تسعى من خلال ديبلوماسيتها إلى إيجاد حل يضمن استقرار لبنان ضمن إطار مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، بما في ذلك الحفاظ على التوازن السياسي وعدم السماح بزيادة النفوذ الإيراني. والمحور الثاني هو إيران، التي تعتبر الفاعل الأبرز في دعم حزب الله وتوجهاته السياسية في لبنان، وتعمل على حماية نفوذها الإقليمي، بما في ذلك الحفاظ على دورها في تشكيل القرار اللبناني عبر التحالفات الداخلية".

وأضاف المرجع "في السياق الإيراني، لا يوجد جديد يمكن أن يعول عليه في الملف الرئاسي. وعلى رغم ذلك، تشير المعطيات إلى أن حزب الله، الذي يعد حليف إيران الأبرز في لبنان، أصبح أكثر تشددا في موقفه الرئاسي عن السابق. هذا التشدد قد يكون انعكاسا لقراءة الحزب أن الملف الرئاسي أصبح ورقة ضغط لا يمكن التنازل عنها بسهولة، في ظل التوترات الإقليمية والمفاوضات القائمة بين القوى الكبرى وإيران. لذا يبدو أن الحزب في الوقت الراهن يفضل الإبقاء على الوضع القائم بدل الدخول في تسويات قد تعتبر في غير مصلحته".

إلى ذلك، أفادت صحيفة "الأنباء" بأن "زوار الصرح البطريركي ينقلون عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن "همه الأول مثل الفاتيكان إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت".

وأضاف الزوار وبينهم مرشحون جديون للرئاسة وفق الصحيفة: "لا معطيات لدى البطريرك الراعي بشأن حصول انفراج ما، وهو في أي حال لا يضع فيتو على أي مرشح، ويشدد قائلا باستمرار: أريد رئيس. وبالتالي لا دعم، ولا تفضيل من البطريرك لأي اسم، بقدر رغبته في الانتهاء من الشغور الرئاسي. وما يثار من كلام عن لائحة تبناها البطريرك وتضمنت أسماء كثيرة، لا يتعدى كونه يستمع إلى طامحين ومرشحين، ويدون أسماءهم في ورقة خاصة به، ويتم عرضها لاحقا على من يرغب الاطلاع على أسماء مرشحين".

وشدد الزوار على ان "الراعي لا يعترض على وصول رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة، لا فرنجية ولا غيره، ويدعم أي مرشح يصل إلى قصر بعبدا رئيسا". وتفادى الزوار الذين سألتهم "الأنباء" عن "العقدة التي تحول دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي"، نقل كلام عن البطريرك الراعي، لكنهم أجمعوا على القول ان الراعي "يعتبر المشكلة في عدم إنجاز الاستحقاق الرئاسي داخلية وليست خارجية". ورأى غالبيتهم ان "العقدة عند الثنائي الذي يربط التراجع عن دعم فرنجية بخسارة محور الممانعة، ما يجعله يتشدد في رفض التخلي عن دعم فرنجية".

إلى ذلك، نقل "الأنباء" مصدر نيابي رفيع قوله إنه "اذا كانت حركة اللجنة الخماسية والموفد الفرنسي جان إيف لودريان متناغمة ومنسقة وهي في نفس الاتجاه، إلا ان الزيارة المحتملة للمبعوث الأميركي اموس هوكشتاين إلى بيروت، لها هدف آخر".

وأضاف المصدر: "ينحصر دور الموفد الأميركي في موضوع الحدود والترتيبات الأمنية. إلا انه جمد خطته حول ترتيبات الحدود في انتظار التوصل إلى اتفاق في غزة، يمهد لتكريس لوقف النار على الحدود اللبنانية. وتأتي زيارته الحالية إلى المنطقة للمرة الثانية خلال أسابيع، بهدف واحد وهو منع توسع المعركة بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة".