لم تحسم المعطيات نوعية الرد الإسرائيلي على ايران، بعدما أرجأت تل ابيب خطوتها العسكرية مرّات عدة، رغم حديث الاسرائيليين عن اكتمال الاستعدادات للقيام بضربات موجعة ضد اهداف إيرانية، وجهوزية الدفاعات الاسرائيلية المعزّزة بمنظومة "ثاد" الاميركية، لصد اي رد صاروخي ايراني محتمل.
تنوّعت التصريحات عند الاميركيين والاسرائيليين والإيرانيين، ما بين التلويح بضربات نوعية تُدخل الاقليم في المجهول، و استهداف عادي ستتجاوزه ايران.
وتردّد الحديث عن أن خطة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تقضي بتنفيذ الضربة ضد ايران قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، خدمة لحملة المرشح الجمهوري الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، ضد الحزب الديمقراطي الذي كان يخطّط لتنفيذ الاتفاق النووي مع الإيرانيين.
علماً ان مصادر مطّلعة تحدّثت لـ"النشرة" عن تقدّم سيناريو أميركي انضباطي لكل الافرقاء يقوم على اساس وقف الحرب، قبل موعد الانتخابات الاميركية وإجهاض مشروع التوتر الاقليمي، ومنع الانزلاق إلى حرب اوسع واخطر، بشكل مباشر بين ايران وإسرائيل، ستنعكس سلباً على الامن الاقليمي والدولي، ولذلك تعمّدت واشنطن تسريب الوثائق الإسرائيلية بشأن استهداف ايران، لإحباط الخطوة.
لكنّ المصادر نفسها لم تحسم مسار ومصير السيناريو المطروح، خصوصاً في ظل ضعف الادارة الاميركية في آخر عهد الرئيس جو بايدن، والسباق القائم انتخابياً، الذي يستغله نتنياهو وهو لاعب اساسي فيه، في وقت بات السؤال يُطرح: هل تخدع واشنطن طهران بالحديث عن وجوب الانضباط لتحقيق التسوية النووية، في الوقت الذي تعطي فيه الضوء الاخضر لإسرائيل بتنفيذ ضربات قاسية جداً تطال اهداف إيرانية استراتيجية؟
لم يستطع احد ان يقدّم اجوبة نهائية، ولم تحسم مراكز الدراسات المعنية معلوماتها في هذا المجال، لتبقى كل السيناريوهات واردة في وقت حرج، لغاية تظهّر نتائج الانتخابات الاميركية بعد الخامس من تشرين الثاني المقبل.