مع تصاعد العدوان على لبنان وقيام اسرائيل بشنّ هجوم في مختلف الأوقات على ضاحية بيروت الجنوبية خصوصاً، ساد الهلع بين الطلاب في المدارس الخاصة المواجهة للضاحية من أصوات الانفجارات القوية والتي تُسمع الى مختلف المناطق اللبنانية، وزاد الخوف لناحية توسع الاعتداءات.

ريما والدة إحدى الطلاب في إحدى المدارس الكاثوليكية في المنصوريّة تروي كيف شعر بناتها بالخوف في اللحظة الأولى لاستهداف الضاحية الجنوبية هذا الاسبوع، وتلفت الى أنها "لم تدرِ ماذا تفعل وهرعت الى المدرسة لاعادتهن"، وتضيف: "عندما وصلت حضنتهن واستطحبتهن الى المنزل وبدأن بإخباري ماذا فعل الطلاب وكيف كانوا يصرخون "قصف... قصف"، للأسف هذه هي الصورة التي سترسخ في أذهان الأطفال".

في المقابل كانت تحضيرات المدارس الخاصة بالاجمال جيّدة لناحية حصول حوادث من هذا النوع. ويشير أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر الى أنه "وبنتيجة الاستعدادات التي اتخذناها بمدارسنا استطعنا أن نتعاطى مع التصعيد في بيروت والضاحية بحيث ان كل مدرسة سيطرت على الوضع وتقوم بالاخلاء للطلاب بحسب الخطة الموضوعة وهذا جعلنا أن لا نعرّض التلاميذ والاهل لأي خطر من أي نوع"، مشددا على أن "المدارس ذهبت الى تطبيق البرتوكول الخاص الذي وضعناه بحيث أنه تمّ وضع التلاميذ في مكان آمن ومن ثمّ تمّ التواصل مع الأهل لاصطحاب أولادهم متى استطاعوا، وقمنا بعدها بتحديد بوابة الاخلاء وأخيرا تسليم الأولاد للأهل".

هنا أكدت رئيسة اتحاد لجان الأهل في المدارس الخاصة لما الطويل الى أنه "كلما توسعت دائرة الاستهداف جراء القصف الاسرائيلي نتجه أكثر فأكثر الى التعليم أونلاين"، لافتة الى أننا "لا نستطيع أن نقول إن هناك قاعدة معيّنة للتعاطي مع التعليم، وهناك نسبة كبيرة من المدارس الخاصة عادت الى التعليم وبأشكال مختلفة". بدوره الاب نصر أشار الى أنه "وفي المناطق المحاذية للضاحية الجنوبية وتحديدا الحدث وكفرشيما وبعبدا فهناك لا يوجد أبداً تعليم حضوري بل نتجه الى التعليم الممنهج أي حضوري عن بعد، أما في مدارس أخرى فنؤمن التعليم الحضوري ومن لا يستطيع ذلك يشارك عبر الاونلاين".

رغم هذا المشهد الا أن هناك حوالي الـ400 ألف تلميذ وهم من المدارس التابعة لتجمع المؤسسات التربوية ومدارس في الجنوب لا يستطيعون العودة الى مدارسهم. ولفتت لما الطويل الى أن "30 الى 40% منهم لا يستطيعون التعلّم حتى بواسطة تقنية الاونلاين وهنا يجب أن نرى ماذا نفعل"؟ كذلك أشارت الى أن "قسما من التلاميذ من المدارس الخاصة في مناطق غير آمنة لم يعودوا الى التعليم بالمجمل"، مشددة على أننا "وجهنا نداء الى وزير التربية عباس الحلبي ليراعي أوضاع الأهل في ظل الوضع الاقتصادي الصعب"، مضيفة: "يجب على وزارة التربية أن تفرض على المدارس مراعاة أوضاع الناس عبر الطلب من المدارس الخاصة التي تعلم حضوريا ان تلتزم بالقانون وعدم زيادة الـ30% من قيمة قسط السنة الماضية، أما المدارس التي تعلم عن بعد فيجب أن يصدر الوزير قرارا يفرض فيه حسما على الاقساط في تلك المدارس".

إذا رغم الحرب المدارس مستمرة بالتعليم سواء عن بعد، بشكل مدمج أو حضوري... وفي ظلّ الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد هل تقوم وزارة التربية بمبادرة لناحية فرض حسم على الاقساط؟ على الرغم من الشكوك فلننتظر لنرى ونشهد!.