أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أنه "ليل أمس صدرت تسريبات إضافية عن اجتماعات السفارة الأميركية، حيث كان مستشار رئيس المجلس النيابي نبيه بري، علي حمدان على اتصال دائم مع رئيس المجلس، كما جرى استمزاج آراء خبراء قانونيين بشأن بعض المصطلحات المتعلقة بالاتفاق، من بينها نقطة حساسة تتعلق بفقرة الحدود بين لبنان وإسرائيل، وسط خشية لبنانية من العودة إلى ما قبل الخط الأزرق، إذ تسعى إسرائيل إلى تثبيت الوضع القائم حالياً لجهة تركها بعض النقاط واحتفاظها بأخرى، واعتبار الخط الأزرق حدوداً دائمة. كما شملت الصياغة البند المتعلق بلجنة المراقبة للقرار وكيفية إشراك الجانبين الأميركي والفرنسي في اللجنة إلى جانب لبنان وإسرائيل وقوات الأمم المتحدة".
وقالت مصادر مطّلعة لـ"الأخبار" إن "التفاهم قائم حول كل البنود المذكورة في المسوّدة، وإن البحث القائم حالياً، يتعلق بإشكالية واحدة تتصل بالحدود وهي عقدة العقد، وكان معروفاً منذ وصول المسوّدة إلى بيروت أنها ستكون العقبة الرئيسية في الاتفاق".
وأضافت المصادر أن هناك "تكتماً شديداً حول تفاصيل هذه النقطة بالذات"، ومن غير المعروف ما إذا كانت تتصل بالنقاط الـ 13 المتنازع عليها والتي ينص القرار 1701 على الانسحاب منها.
وقالت مصادر قريبة من الجيش اللبناني للأخبار إن "خطة الانتشار لا تزال قيد الدرس، بانتظار القرار الذي ستبلغه الحكومة إلى قائد الجيش استناداً إلى الاتفاق الذي سيتم مع العدو الإسرئيلي عبر الأميركيين"، مشيرة إلى أن "خطة الانتشار مرتبطة بحدود التفويض الذي سيُعطى له". ولفتت المصادر إلى أن "الجيش لا يستطيع صياغة خطة من دون معرفة حدود هذا التفويض ومعرفة ما إذا كان المطلوب منه الدخول إلى جنوب الليطاني وإقامة مراكز له، أم القيام بمسح كامل للمنطقة»، مضيفة أن «قيادة الجيش قررت خطة تطويع ما يقارب 5000 جندي إضافي، لكنّ الأمر مرهون بالقرار السياسي".
وأضافت المصادر أن "قائد الجيش العماد جوزاف عون ينتظر أن تحدد الحكومة عنوان هذا الانتشار، وهل يقتصر على تثبيت الأمن وضبط الوضع على الحدود أم يتجاوز ذلك؟ وهل سيحصل الانتشار بشكل تدريجي وبطريقة مدروسة وعلى "الناعم"؟ ونقلت المصادر أن «قائد الجيش يدرك حساسية الوضع جيداً، ويعلم أنه يجب أن يكون حذراً في التعامل مع الواقع على الأرض والناس، ولن يجتهد من نفسه إلا بناءً على قرار الحكومة الذي سيكون منسّقاً حتماً مع الفريق السياسي المعني وهو حزب الله وحركة أمل".
هوكشاين ينتظر رد حزب الله
إلى ذلك، قالت أوساط مواكِبة للمسار الديبلوماسي لـ"الجمهورية"، انّ مصير الوساطة الأميركية بات الآن رهناً بطبيعة الموقف الاسرائيلي حيال ما تمّ التوصل اليه بين هوكشتاين وبري المفوض من حزب الله، مشيرة إلى انّ التعاطي اللبناني المرن مع الورقة المقترحة سيشكّل اختباراً لحقيقة النيات الإسرائيلية، وسيكشف ما إذا كانت تل أبيب مستعدة حقا لإنهاء العدوان.
ولفتت هذه الاوساط إلى "انّ الحذر يبقى ضرورياً في انتظار تبيان فحوى الردّ الاسرائيلي"، مشدّدة على "وجوب الأخذ في الحسبان انّ نتانياهو قد يلجأ إلى المراوغة والمناورة للتملّص من الموافقة على وقف اطلاق النار في هذا التوقيت، تماماً كما فعل في قطاع غزة، حين كان يعمد إلى اللف والدوران كلما كانت جولات التفاوض تقترب من تحقيق نتيجة إيجابية".
واكّدت الاوساط انّ "الميدان يبقى الضمان الوحيد لإقناع قيادة الكيان الإسرائيلي بوقف إطلاق النار ولو بعد حين، إذا كانت ستجهض الفرصة الحالية بسبب تعنتها ومكابرتها".
واضافت مصادر "الجمهورية"، أنّ هوكشتاين تريث في الانتقال سريعاً إلى إسرائيل بعد ظهر أمس، بعد لقاءاته مع بري وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، لأنّه أراد قبل ذلك أن يتبلّغ الموقف الدقيق والنهائي من جانب حزب الله. وعلى الأرجح، هو يأمل أن يحصل عليه لاحقاً في لقاء ثانٍ تردّد أنّ هوكشتاين سيعقده مع فريق عمل رئيس المجلس، كي تأتي الأجوبة التي سيحملها إلى إسرائيل واضحة وثابتة.
مصدر دبلوماسي: ألمانيا لم تُسأل عن المشاركة بلجنة تنفيذ اتفاق بين لبنان وإسرائيل
واستبق مصدر دبلوماسي غربي استئناف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية، بالتأكيد لـ"الشرق الأوسط" على أن ألمانيا لم تُفاتح بمسألة مشاركتها في لجنة مقترحة لمراقبة تنفيذ القرار 1701، في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
وقال إن لجنة مراقبة تنفيذ أي اتفاق "لم يُعرف بعد ما إذا كانت مدنية أم عسكرية، وما هي طبيعتها"، مشيراً إلى أن ذلك "يتوقف على الاتفاق النهائي الذي يجري التفاوض بشأنه". وزعم المصدر أنه "لا تواصل مباشر مع حزب الله الذي تدرجه ألمانيا على قائمتها للمنظمات الإرهابية".
وحادثة البترون، فقال المصدر إن السفينة الألمانية لم تكن في المياه الإقليمية عندما عبرت الزوارق، وجدد تأكيد ما قالته وزارة الدفاع الألمانية، حول أن "هيئة الرادار الساحلية اللبنانية، الممولة من ألمانيا، يديرها جنود لبنانيون"، وأن "الجيش اللبناني هو الذي يحدد ويسيطر على ما يحدث للمعلومات التي يتم الحصول عليها من محطات الرادار ومن يستقبلها"، نافياً الاتهامات الإعلامية بأن ألمانيا تسهل حركة الجيش الإسرائيلي، أو أنها تتخلى عن مبدأ الحياد، وهو المبدأ الأساس في مشاركة جميع بعثات اليونيفيل في لبنان.