باءت بالفشل محاولة لليسار الراديكالي الفرنسي لحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء فرنسوا بايرو، في حلقة جديدة من مسلسل انعدام استقرار سياسي لم تشهد فرنسا مثيلا له منذ عقود. وفي التصويت أيّد المذكّرة 131 نائبا هم ممثلو "فرنسا الأبيّة" والشيوعيون والخضر في حين عارضها غالبية الاشتراكيين، علما بأنّ حجب الثقة عن الحكومة يتطلب 288 صوتا.
وفي حين لم تقَرّ بعد موازنة فرنسا للعام الحالي، نظر النواب الخميس في المذكّرة الـ150 لحجب الثقة عن حكومة في الجمهورية الخامسة، نظام الحكم المعتمد منذ العام 1958.
وقرّر الحزب الاشتراكي عدم تأييد مذكّرة حجب الثقة بعد نقاشات حادّة، وفق أحد ممثّليه. لكنّ الحزب لا يستبعد تأييد مذكّرة لحجب الثقة ستطرح على التصويت في جلسة مخصّصة للموازنة.
وأكّد السكرتير الأول للحزب الاشتراكي أوليفييه فور أنّ حزبه ما زال "في المعارضة" لكنّه "منفتح على تسويات".
وكان رئيس الوزراء أعلن سحب مشروع إصلاح المعاشات التقاعدية المتنازع عليه بشدة لمراجعته، كما أعلن التخلّي عن مشروع إلغاء أربعة آلاف وظيفة في نظام التعليم الوطني.
وعيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بايرو بعد مشاورات مطوّلة هدفت إلى إيجاد خليفة لميشال بارنييه الذي حجب النواب الثقة عن حكومته بعد ثلاثة أشهر فقط على توليه المنصب.
ومذكّرة حجب الثقة كان قدّمها حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي ضد حكومة الأقلية التي شكّلها الوسط، وهي رابع حكومة تشكّل في فرنسا خلال عام واحد.