أشار السيّد علي فضل الله، في خطبة الجمعة الى ان "لبنان دخل في الأيام الماضية في مرحلة جديدة، بدأت بانتخاب رئيس للجمهورية واستكملت بما جرى من تكليف لرئيس وزراء بتشكيل حكومة ينتظر اللبنانيون منها أن تكون على مستوى آمالهم وتطلعاتهم، حكومة كفؤة قادرة على معالجة الأزمات الحادة التي يعانون منها على الصعيد المعيشي والأمني، وتعمل بكل جدية ومسؤولية على إخراج العدو الصهيوني من آخر شبر من الأراضي اللبنانية، ومعالجة التداعيات التي نتجت من العدوان الصهيوني عليه".

وتابع :"لقد كنا نريد للتوافق الذي أدى إلى انتخاب رئيس للجمهورية أن نشهده في تكليف رئيس الحكومة ليكون بداية تسمح للعهد أن يحقق ما وعد به اللبنانيين في خطاب القسم وأن لا يؤدي إلى ما أدى إلى من اعتراض فريق وازن من اللبنانيين من كان له دوره في إتمام الاستحقاق الرئاسي، وفي حماية الوطن وقدم التضحيات الجسام لأجله، وومن هنا، فإننا ندعو إلى العمل بكل جدية لإزالة كل الهواجس والمخاوف أو الالتباسات التي حصلت من وراء ذلك، لفتح الطريق أمام إنجاز المسار الحكومي وعدم الوقوع في فخ اما يعتبر مساً بالميثاقية والعيش المشترك".

ورأى فضل الله "في الكلام الذي صدر من رئيس الجمهورية والذي عبر فيه عن رفضه لمنطق الإلغاء والعزل لأي طائفة أو مكون من مكونات هذا البلد، وما جاء على لسان رئيس الحكومة المكلف؛ أنه ليس من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة وليس من أهل الاستبعاد بل هو من أهل الشراكة الوطنية، ومن حرص رئيس المجلس النيابي التوصل إلى حل وأنه يريد للبلد أن يمشي، ما يدعو إلى التفاؤل بالوصول إلى صيغة حل تنهي تداعيات ما حصل، وأن التوافق سيحكم هذه المرحلة ويطبع المراحل اللاحقة".

وشدد على أن "لا خيار لهذا البلد إلا بالتواصل والتعاون والتكافل بين كل مكوناته، لبناء الوطن وأنه لا يبنى بالغلبة والتهميش والعزل، ومواجهة كل الأزمات في هذه المرحلة وفي المراحل اللاحقة"، لافتا الى ان " الطائفة الشيعية التي كان لها دورها في بناء هذا الوطن كل الوطن من خلال رجالاتها وعلمائها ومن أبنائها المقيمين والمغتربين، وهي قدمت التضحيات الجسام طوال تاريخها لحساب هذا الوطن ولا تزال، كانت وستكون أمينة على هذا البلد وهي لن تكون عقبة أمام نهوضه واستقراره، وأن يدها كانت دائماً ممدودة إلى كل اللبنانيين لبناء وطن يتساوى فيه كل أبنائه في الحقوق والواجبات، وتريد من الآخرين طوائف ومذاهب ومواقع سياسية أن يمدوا يدهم إليها من موقع الوعي لخلفيات مواقفها التي لم تكن ولن تكون إلا لحساب هذا الوطن وأمنه واستقراره، وإذا كان من هواجس ومخاوف لدى البعض فالحوار وحده هو الكفيل بعلاجها".

ولفت فضل الله الى ان "الاعتداءات التي تتواصل في الجنوب والخروقات الإسرائيلية المتواصلة، والتي بتنا نشهدها يومياً في العاصمة بيروت وضواحيها وفي كل المناطق اللبنانية، واستمرار التدمير الممنهج للمباني في القرى التي احتلها والتي وصل إليها، والتي لم يوفر فيها أشجار الزيتون المعمرّة وكل مظهر من مظاهر الحياة فيها، ونحن في هذا نريد التأكيد على المسؤولين أن يعملوا على تكثيف الضغوط على اللجنة المكلفة بوقف إطلاق النار، بأن تكون أكثر جدية في العمل على تثبيته وعدم انتظار الستين يوماً للقيام بواجبها كما يبدو ذلك".

واعتبر ان "من المؤسف أن لا نسمع أصواتاً ترتفع تجاه ما يجري من اعتداءات إسرائيلية مستمرة، وكأن الذي يحدث لا يمس بسيادة هذا البلد أو بمقدراته أو بمقدرات أبنائه، علماً أن الذي يقوم به العدو الصهيوني لا يمس طائفة أو مذهباً أو موقعاً سياسياً بل يمس الجميع".