اشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض الى انه "آذنت مرحلة الستين يوماً التي تفرض على الإسرائيلي الإنسحاب من أرضنا على الإنتهاء، في حين أن المؤشرات والمعلومات والمواقف التي أعلنها الإسرائيليون وأدلى بها الأميركيون، تؤكد عدم نيَّة العدو الإسرائيلي على إتمام إنسحابه في المهلة المقررة التي تنتهي يوم غد في السادس والعشرين من كانون الثاني الجاري، وبالتالي، فإن ما يتذرع به العدو الإسرائيلي لناحية عدم إكتمال العملية من جانب ما يتوجَّب على الجيش اللبناني القيام به، إنما هو مجرد ذريعة واهية، هدفها إستكمال ​سياسة​ الأرض المحروقة غير القابلة للحياة في الخطّين الأول والثاني من قرى المنطقة الحدودية، بحيث يجعل من عودة الأهالي أمراً متعذراً، ويجعل من عملية إعادة البناء والإعمار للبنى التحتية والمنازل، مسألة شائكة تحتاج إلى سنوات عديدة".

ولفت فياض خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في مجمع الإمام المجتبى (ع) في السان تيريز، الى أن ما يقوم به الإسرائيلي في المنطقة الحدودية على صعيد جرف بساتين الوزاني التي تشكِّل درَّة تاج الزراعات الحديثة في الجنوب اللبناني، وتدمير المؤسسات السياحية، وإقتلاع أشجار الزينة على مداخل القرى، وتفجير خزانات المياه واقتلاع أعمدة الكهرباء، وتدمير أحياء بأكملها وخلخلة البيوت التي لم تدمَّر، وحرق المنازل التي لم يجرفها، وحفر الطرقات، لا صلة له بما يدعيه العدو من عمل على تدمير البنى العسكرية للمقاومة، إنما هو تدمير للبنى السكنية والإجتماعية والإقتصادية لمجتمع المنطقة الحدودية.

وأشار النائب فياض إلى أن هذه الممارسات التي يقف المجتمع الدولي حيالها متفرجاً مكتفياً بالمواقف الشكلية السطحية التي لا تعني شيئاً، إنما تجري برضى الأميركيين وغطائهم وتبريراتهم للسلوك الإسرائيلي، وهي في الأصل ما كانت لتجري لو لم يستند الإسرائيلي في تنفيذها إلى التفاهمات الجانبية التي عقدها مع الأميركيين، وهذا يعيدنا مجدداً إلى مسؤولية هذه الشراكة الإسرائيلية-الأميركية في كل ما إستهدف وطننا وما لحق به من خسائر بشرية ومادية.

ورأى النائب فياض أن عدم إكمال الإسرائيلي لإنسحابه من أرضنا إنسحاباً كاملاً ضمن المهلة المقررة، وعدم قيام اللجنة الدولية بدورها المفترض لإلزام العدو بذلك وفقاً للإجراءات التنفيذية للقرار 1701، إنما يشكِّل معطى شديد الخطورة، ويهدد مسار الإلتزامات والإتفاقات التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية ويضعها في مهب الريح، ويفرض على الحكومة اللبنانية إعادة تقويم الموقف، لاستكشاف السبل الأكثر فاعلية في حماية السيادة اللبنانية، وفرض الإنسحاب الإسرائيلي وطمأنة اللبنانيين وبالأخص المجتمع الجنوبي الذي يعيش حالة غضب وغليان شديدين.

وختم النائب فياض بالقول: لقد ووُجه الإلتزام اللبناني على المستويات كافة، بالغدر الإسرائيلي وبالتواطؤ وقلة الإكتراث الدوليين، وهذه معادلة قاتلة وخطيرة لا يجوز التسليم بها.