على مدى يومين، زار في اليوم الأوّل رئيس أساقفة صور للموارنة، المطران شربل عبدالله، بلدة الكفور (قضاء النبطية) لتفقد أضرار الحرب الإسرائيلية الأخيرة واستكمالا لحملة "تشجع لنعود ونبني ونزرع" الّتي أطلقتها لجنة الوقف وجمعيّة سيّدة النجاة المارونيّة والهادفة لإعادة إعمار البلدة وتجذّر الحضور المسيحي في البلدة بشكل خاص وتعزيزه في الجنوب اللبناني بشكل عام.
اما الزيارة الثانية في السياق عينه، كانت لعميد السلك الدبلوماسي في لبنان المطران باولو بورجيا للاطّلاع عن كثب على ما جرى.
في اليوم الاوّل، رحب خادم الرعيّة الخوري يوسف سمعان بجهود المطران عبدالله في مواكبة العمل الجاري ودعمه خلال الأوقات العصيبة، مؤكداً أن الزيارة تحمل رسالة رجاء وبناء. كما ألقى الثاني عظة في قداس "الرجاء" الاحتفالي، موضحاً أهمية الإيمان والرجاء الإلهي في مواجهة التحديات، مشبهاً العودة إلى البلدة بفعل إيمان وشهادة حية. وشدد على أن الكنيسة، التي بنيت بالإيمان، تدعو المؤمنين للتمسك بالمسيح كغاية حياتهم ولإعادة بناء النفوس والمجتمع.
الرعيّة استقبلت رئيس اساقفة صور في حضور خادم الرعية الخوري سمعان ومشاركة ابن بلدة الكفور الخوري جورج قليعاني، ورئيس دير مار انطونيوس للرهبانية اللبنانية المارونيّة في النبطيّة الأب جوزيف سمعان على وقع ترانيم الليتورجيا المارونيّة.
استيعاب الصدمة
في البداية القى خادم الرعيّة الخوري يوسف سمعان كلمة جاء فيها: سيادة المطران عبدالله زيارتكم هي زيارة الاب لعائلته والراعي لرعتيه بعد حرب قاسية مرت علينا، وقد كنا على اتصال دائم خلال الحرب تطمئنون على الجميع وتزودنونا بتوجيهاتكم، تاتي زيارتكم اليوم للوقوف على ما خلفته الحرب في النفوس قبل الحجر، لتبلسم وتعضد، تزرعون من خلالها الرجاء حيث ضعف الرجاء، وكأني ارى من خلالكم زيارة الرسل الاولين الى الكنائس ساعة الشدة والصعوبة، تأتي زيارتكم بعد شهرين ونصف لحرب لم ترحم، وهجّرت جميع ابناء الرعية، ولكن تضامن ومحبّة الناس من الاقارب في بيروت خفّفت هذه المحنة، وتضافر جهود لجنة الوقف وجمعيّة سيدة النجاة ولواء الدعم ولجنة النشاطات في الرعيةّ وتعاون ابن الرعية الخوري جورج قليعاني، استطاعت من جهة اخرى الوقوف الى اقصى حد ممكن الى جانب الرعية، وقد استوعبنا الصدمة وعملنا على تلبية اقصى قدر ممكن من الحاجات بعد تشكيل خلية الازمة.
واضاف الخوري يوسف: الى ان الزيارة تأتي مع مناسبة ارتداد بولس الرسول ولقائه الرب، الذي حول حياته من مُضطهد للمسيح وكنيسته الى رسول للامم، وكاني ببولس الرسول اليوم يعلن من جديد ما يفصلنا عن محبة المسيح، معكم صاحب السيادة نجدد ايماننا ونعود الى ارض البشارة ملتمسين شفاعة العذراء مريم سيّدة النجاة شفيعة رعيتنا، ومعكم نقول لمن لم يستطع العودة بسبب الخراب والدّمار تشجع لنعود ونبني معا ما هدمته الحرب لان العودة ليست خيارا بل فعل ايمان وشهادة على ارض البشارة، وشكرا لجهودكم التي تواكب سعينا لاعادة بناء ما تهدم والتشجيع على العودة لنكون النور والملح كما ارادنا الرب.
عودة رغم الدمار
المطران عبدالله وفي عظته خلال القدّاس أكد أن الرجاء فضيلة إلهيّة تدفعنا للانطلاق مجددًا في حياتنا الرعوية. وشدّد على دور السيّدة العذراء مريم، سلطانة الرجاء، في حفظ النفوس من الأذى، ودعا إلى استلهام الإيمان العميق من نيقوديموس وبولس الرسول للتجدد بالروح والتمسك بالمسيح كغاية حياتنا. وأشار إلى أن الكنيسة، المبنية بالإيمان والرجاء، تظل شاهدة على عمل الله الخلاصي، مذكرًا بأن الحياة الحقيقية تبدأ عندما ترتبط بيسوع المسيح. واختتم مهنئًا أبناء البلدة على عودتهم السريعة رغم الدمار، مؤكدًا أن وجودهم متجذر في الإيمان.
بعد القدّاس توجّه الجميع الى صالة الكنيسة حيث دار نقاش حول ما جرى خلال فترة الحرب وتقييم ما حصل وكيفيّة معالجة الامر، جال بعدها المطران عبدالله على بعض المنازل المدمّرة بشكل كامل في البلدة وصولا الى كنيسة سيّدة النجاة العجائبيّة الأثريّة واطلّع على الأضرار الجسيمة الّتي لحقت بها.
الزيارة علامة سماوية
في اليوم التالي وضمن الحملة الّتي تقوم بها لجنة الوقف وجمعية سيّدة النجاة استقبلت رعية الكفور عميد السلك الدبلوماسي في لبنان السفير البابوي باولو بورجيا على وقع ترانيم للعذراء مريم في حضور: رئيس البلدية خضر سعد ونائبه طوني سمعان، مختار البلدة الياس فاضل، الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيّات الأم نزهة الخوري، ورئيس دير مار أنطونيوس للرهبانية اللبنانية المارونية-النبطية، وقد القى خادم الرعية الخوري يوسف سمعان كلمة تحدّث فيها عن ان الزيارة هي رسالة دعم وتشجيع، وربط الحضور الإيماني بمعاني الرجاء والتضام. عبر التركيز على أهميتها في الأوقات الصعبة، مستوحيًا من كلمات الإنجيل "لا تخافوا"، والدعوة لتجديد الإيمان رغم الظروف، هذه الزيارة التي تشهد على ولادة فجر طالما انتظرناه، وليل تعبنا من طوله، لتردد على مسامعنا كما المعلّم " انا معكم".
وتحدّث عن رمزية الزيارة حيث تأتي علامة من السماء لتأكيد حضور الربّ المعزّي والمشجّع ، وكأن الربّ يقول "لا تخافوا" هذه الكلمة التي نجدها مرارا وتكرارا في الكتاب المقدّس لكي يطمئن قلوبنا ونتلمّس حضوره اليومي في حياتنا.
وتابع الخوري يوسف كلمته بالحديث عن الشراكة الكنسية بالقول: ان وجودكم معنا اليوم كسفير للكرسي الرسولي يطمئننا على اليوم والغد، كما اطأنّ قلب الرسولين، ودعاؤنا لكم كما دعاء الرسولين على طريق عماوس للمسيح: امكث معنا فنهارنا يشارف على المغيب: هذا الحضور الّذي انتظرناه لـ 62 عاما، وليس على أيامنا عندما زار السفير البابوي آنذاك المونسينيور الفريدو برنيارا كنيستنا وكانت المناسبة وضع حجر الأساس لها وتفاجأ من ضخامة البناء.
تأتي زيارتكم لدعم طالما انتظرناه طويلا وتأكيدا على الشراكة الكنسية الواحدة.
بورجيا والاستمرار للعمل من اجل السلام
ورد السفير البابوي باولو بورجيا بكلمة قال فيها: أحيي كاهن الرعية الخوري يوسف سمعان وأشكره على كلمته النابعة من القلب وأشكر السلطات الحاضرة والكهنة وكل الحاضرين.
أولًا أود أن انقل إليكم تحيات قداسة البابا فرنسيس الذي يحملكم في قلبه كما يحمل لبنان كله وشعبه، وأؤكد لكم أنّه يتابع عن كثب الوضع في لبنان والشرق الأوسط بأكمله. هو الذي لم يتوقف في الأشهر الأخيرة عن تذكر لبنان والصلاة من أجل السلام طالبًا من الرب أن ينتهي ليل المعاناة والظلام الذي كان يعيشه هذا البلد، ويواصل قداسته مرافقتكم بأفكاره الأبويّة حتى يشرق يوم جديد مليء بالنور والأمل.
يدعوكم الأب الاقدس إلى الحفاظ على الأمل والعيش في الرجاء خاصّة، واليوم يبدو أن العاصفة قد انتهت أخيرًا، ولكن لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين والتحديات والعمل الذي يجب القيام به حتى تتمكنون من العودة إلى الوطن وحياتكم الطبيعية وأراضيكم.
كتب القديس بولس الرسول في رسالته إلى الجماعة الرسولية الأولى في روما قائلًا: "الرجاء لا يخيّب لأن محبة الله قد أفيضت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا"، إنها أيضًا دعوة موجهة إلينا اليوم للبقاء تائبين بالرجاء رغم كل شيئ من التجارب والمعاناة لأن محبة الله لنا أقوى من أي شيء آخر.
كثيرًا ما أحب أن أذكر أن أحد أجمل وأهم رموز الرجاء المسيحي هو "المرساة" التي تعبر عن كيف أن الرجاء ليس غامضًا بل متجذرًا في الله وفي يسوع المسيح العمّانوئيل اي الله معنا الرجاء المسيحي ليس تفاؤلًا بسيطًا وسهلًا، بل هو متجذر مثل "المرساة" في المحبة والإيمان بالله الذي لا يتركنا ابدا بل هو معنا ويريد لنا الخير، والخير فقط.
وكتب القديس بولس إلى أهل روما: إن كان الله لم يشفق على ابنه، بل بذله لاجلنا أجمعين فكيف لا يهبنا معه كل شيء، إذا كان حبه قويًا لهذه الدرجة فكيف يمكنه أن يتخلى عنا. من يستطيع أن يفصلنا عن محبة المسيح إذا بذل نفسه لأجلنا على الصليب: الالم، الاضطهاد، المجاعة، العري، الخطر؟ ولكن في كل هذه الأمور نحن أعظم من الغالبين بالذي أحبنا وخلصنا، وهو معنا. الذي يشدُدُنا ويقوّينا والقادر على أن يغير الاوضاع ويلين القلوب.
أعلم جيدًا أنكم متعبون كما التلاميذ على بحيرة الجليل، أنتم متعبون مما حدث وغير متأكدين من المستقبل، لكن كونوا مؤمنين وافتحوا نفوسكم للأمل لأن الله لا يترككم وحدكم لأنه أب ويحبكم كابنائه. وكم من محبة الله لكل انسان مهما كان. لا يمكن لأحد أن يشعر أن الله منسي لأن الله يريد أن يخلص كل انسان كما قال يسوع لنيقوديمس.
ايها الاخوة والاخوات، إن الرجاء يتطلب الكثير لأنه كما قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني في زيارته إلى لبنان عام 1997، إن الرجاء هو الالتزام. والأمل يبني دائمًا الحاضر من خلال النظر إلى المستقبل نحو مستقبل افضل نبنيه معا.
اعتقد ان الوحدة هي الكلمة الاساسية لهذا الحاضر والانفتاح على مستقبل افضل. العمل معا لبناء الحاضر مع التطلع إلى المستقبل. ولكن ما هو الحاضر الذي نريد ان نعيشه، وما هو المستقل الأفضل الذي نريده لاطفالنا وبيئتنا وكنيستنا؟.
بالتأكيد نريد اعادة الاعمار والترميم، وتريدون استئناف انشتطكم واعادة فتح مدارسكم والعودة إلى اعمالكم، ولأجل ذلك نطلب من الجميع التعاون والتضامن من أجلكم ومن أجل جميع المتضررين من الحرب،
ومع ذلك هناك شيء اخر في نفس القيمة وهو الاستمرار بالعمل كل يوم، وقد قال قداسته في لقاء مع البطاركة والاساقفة المسيحيين في روما قبل عامين، إن لبنان كان ويجب أن يبقى مشروع سلام. ودعوته أن يكون ارضا للتسامح والتعدديّة واحة للاخوة، حيث تلتقي الديانات المختلفة، حيث تتعايش المجتمعات المختلفة والمتنوعة للعمل من اجل الصالح العام. نحن نؤمن بان الله يشير فقط إلى طريق واحد على الارض وهو طريق السلام الذي يجب ان نبنيه معا بالتعاون لبناء الاخوة.
الرب خطّط من اجل السلام، معا من اجل لبنان، هذا ما قاله البابا.
ورغم الصعوبات والتحديات يجب علينا دائما ان نستمر بالعمل من اجل السلام، والصلاة من اجل السلام وطلب السلام والعدالة من الله والعدل، الحرب والصراع يجلبان دوما المعاناة والموت بينما السلام يجلب الحياة والله يريد الحياة لانه اله الحياة.
ليبارككم الرب ويحفظكم، انتم مجتمع صغير لكن تأكدوا أنّ الله لا ينسى أحدا، بل على العكس هو يراقب بشكل خاص اولئك الصغار والعزّل، ويجعل نفسه درعهم وقوّتهم. انا متأكد من أن الرب سيكون من خلال شفاعة سيّدة النجاة سيكون دائما إلى جانبكم، وعنايته ستملؤكم بالنعمة والبركات آمين.
اكليل من الزهر على مدفن الخوري خليل
في السياق عينه احتفل بورجيا بالقداس الالهي يعاونه كهنة الرعية وأعطى السفير البابوي بركة توبة وغفران بتوجيه خاص من قداسة البابا فرنسيس، ليتوجّه الجميع (اهل القرية) فيما الى صالة الكنيسة حيث التقى السفير البابوي بابناء الرعيّة واستمع الى شؤونهم وشجونهم ومعاناتهم خلال فترة الحرب القاسية الّتي مرت على الجنوب بشكل عام وعلى الكفور بشكل خاص، واعدًا اياهم بحمل هذه المعاناة الى الكرسي الرسولي. ليتوجّه بعد ذلك الى مدفن الشهيد الخوري خليل سمعان ويضع اكليلا من الزهر ويتلو صلاة.
الكنيسة الاثرية والاضرار
في السياق عينه تابع السفير البابوي البرنامج المقرر برفقة الكهنة والراهبات الانطونيات وسار مشيا على الاقدام متفقّدًا المنازل الّتي قُصفت خلال الحرب الاسرائيلية، وعاين المنازل المدمّرة والمتضررة بشكل جزئي وصولا الى الكنيسة الاثريّة، حيث فوجئ بالاضرار الكبيرة الّتي اصابتها من الخارج والداخل وبات سقفها آيلا للسقوط في أي لحظة. وكانت كلمة للخوري يوسف سمعان جاء فيها: حزينةٌ كنيستنا على غير عادتها. أنينها وصراخها كراحيل الّتي تبكي وتأبى أن تتعزّى. مجروحةٌ في صميمها ومتألّمة ودامعة، فما بعد صباح الأحد 29 أيلول الماضي ليس كما قبله. ما أصاب الكنيسة أصابنا جميعًا.
ربمّا يقول البعض "شويّة قرميد أو شقفة سقف أو كم لوح خشب". ربّما يكون الأمر بسيطًا جدًّا بالنّسبة للكثيرين، ولكن ما حدث ذاك الصّباح كان قتلًا مقصودًا لذكريات، لوجوه، لصور، لآلاف المؤمنين الّذين سبقوا أن دخلوا الكنيسة الّتي يزيد عمرها عن 125 عامًا، وقد أُعلنت منذ أكثر من سنة من قبل وزير السّياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصّار على خارطة السّياحة الدّينيّة. كانت جريمة بحقّ الأيدي الّتي تعبت وتعاقبت على بنائها، والعرق الّذي سال فحوّل التّراب إلى طين لترتفع مداميكها.
إنّها حكاية هويّة ووجود من عمر التّاريخ لكنيسة عمرها من عمر الزّمن، كانت تقدّم الخدمة الرّوحيّة لعدد من المزارع والقرى في زمن مضى، وفيما بعد تطوّرت وارتفعت على 3 مراحل، لتشهد على لقاءات وصلوات واحتفالات كنسيّة للأجداد والآباء.
نعم نحن لسنا أمام بناء صامت، بل نحن من يجب أن يصمت لنسمع صوت مَن رحلوا. علينا أن نشاهد الآلاف من الوجوه الّتي نُقشت على حجارتها، والّتي تخبرنا ألف حكاية وحكاية. وهذا المذبح الّذي خدمه عددٌ لا يُحصى من الكهنة والرّهبان مِمَّن كانوا شهودًا للكلمة، ومن بذلوا حياتهم شهادةً للمسيح وصاروا شهداء.
نعم سعادة السّفير، هناك جراح يداويها الزّمن، وأخرى تبقى إلى آخر العمر.
ما نراه اليوم أصابني في الصّميم، بكيت عند دخولي المرّة الأولى وفتحت في ذاكرتي جرحًا كنت أحاول أن أعالجه منذ 38 سنة، منذ اختطاف الوالد الخوري خليل سمعان، الّذي خدم هذا المذبح لسنوات وسنوات. ولا أبالغ إذا قلت إنّني أحسست بالمرارة والحزن نفسهما، فكلّ ما في الكنيسة يذكّرني به.
وكيف لا أحزن، فهذه الكنيسة هي بيتي وقلاّيتي وأمّي ومكان اللقاء بعائلتي، بأحبّاء وأعزّاء رحلوا أو غادروا وآخرون صمدوا، ليشهدوا بدورهم على أرض البشارة.
نعم سنتابع الطّريق رغم الألم والحزن والتّعب ومشقّة الطّريق، ورغم الإحباط والقلق والهواجس والتّساؤلات الكثيرة.
سنكمل الصّمود وقد قبلنا كلّ التّحدّيات، ليس لأنّنا أقوياء كفايةً ولا لأنّنا نعتمد على قوى خارجيّة أو داخليّة، بل لأنّنا نؤمن أنّ المسيح وإن غفا قليلًا على مركبنا في المياه الهائجة، هو حاضر ويوبّخنا على ضعف إيماننا، وهو قادر أن يهدئ الأمواج الّتي تحيط بمركبنا وإليه نسلّم أمرنا؛ كما نردّدها في صلاة الأبانا "لتكن مشيئتك يا رب".
علمًا أننا رفضنا أن نفتح الكنيسة لأيّ من الأحزاب للكشف والتعويض.
تجدر الاشارة الى أن وقف رعيّة الكفور ولجنة رعيّة سيّدة النجاة بالاضافة الى عدد من كبير من المهندسين قاموا بمسح، وهو لا يزال مستمرا حتى اليوم للاضرار الّتي اصابت المنازل اضافة الى كنيستي سيّدة النجاة العجائبيّة في الرعيّة الّتي هُجِّر جميع سكانها بسبب الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان، وأصابت الأضرار بيت الله بدءًا من الكنيستين الأثريّة والجديدة، فالأولى الّتي تحمل تاريخا لأكثر من قرن من الزمن ويشهد مذبحها وحجارها وسقفها القرميدي عليه أصبحت خربة ومخزنًا لمياه الشتاء بعد الدمار الداخلي الّذي أصابها وتضرر سقفها، أما الثانية فلم تسلم أيضًا من الحرب فجاءت أضرارها متوسّطة، هذا وقد أصيب "الأنطش" ومنزل الرعيّة و50 منزلا لسكان القرية من المسيحيين بأضرار بالغة إضافة الى إصابة 25 منزلا بأضرار متوسّطة و6 منازل دُمِّرت بشكل كامل مما حرَم ساكنيها من العودة اليها، بانتظار اعادة الاعمار، حيث أخذت اللجنتين المذكورتين على عاتقها أن تقوم بحملة تشجيع لاعادة اعمار ما تهدّم، خصوصا وان الكشف الأوليّ على الأضرار جاء برقم تقريبي (700000 دولار اميركي) ارتفع مع استمرار المسح ليتجاوز هذا الرقم بكثير، لكن الهدف الأولّي سيركز على الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للعائلات النازحة.
*بالامكان التبرع عبر WishMoney 20895988-01 و WishMoney 20895988-03
للإطلاع على ألبوم صور قداس وجولة المطران عبدالله اضغط هنا
للاطلاع على ألبوم صور قداس وزيارة السفير البابوي اضغط هنا