علمت "النشرة" ان رئيس الحكومة المكلف نواف سلام قطع شوطاً كبيراً في عملية تأليف الحكومة، واستطاع رسم مسوّدة للتشكيلة، في وقت قياسي، نسبة إلى تأليف الحكومات التي كانت في المرحلة الماضية. مما يعكس جدّية سلام في تحقيق انجاز حكومي يلاقي انطلاقة العهد الرئاسي، حيث باتت مسألة توزيع الحقائب محسومة لديه، رغم اعتراض قوى سياسية وتكتلات نيابية على نوعية الوزارات التي يخصصها سلام لها.

وبعكس كل التوقعات، وخصوصاً بشأن وزارة المال، كانت حصة الثنائي الشيعي هي اول وأسهل ترتيب انجزه سلام، حيث قام بتلبية مطالب الثنائي كي لا يفرض ازمة او مشكلة سياسية بأبعاد ميثاقية، فأعطى "حركة امل" و"حزب الله" خمس حقائب هي: المالية، والصحة، والصناعة والبيئة والعمل.

كما ان سلام حسم اسم مرشح "حركة امل" لحقيبة المال الوزير السابق ياسين جابر، نتيجة اصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري، مما يدل على رغبة رئيس الحكومة المكلف بأن تكون حكومته على وفاق تام مع رئيس المجلس النيابي، رغم ان ذلك اثار امتعاض قوى التغيير التي تفاجأت من تعاطيه مع مطالب الثنائي الشيعي، حيث كانت تعتبر نفسها انها "ام الصبي" في تكليف سلام، ووجدته يغرّد حكومياً خارج حساباتها وتوقعاتها، في هذا الاطار بالذات.

واذا كانت الحصة الدرزية حُسمت للحزب "التقدمي الاشتراكي" انطلاقاً من وزارة الأشغال العامة والنقل، فإنّ مصادر مطلعة قالت لـ"النشرة" ان "سلام لم يوافق على طلب "كتلة الاعتدال" بتسمية مرشح لها لوزارة الداخلية والبلديات، وفضّل ان يخصص للتكتل وزارة خدماتية". وبإنتظار حسم اسم وزير الداخلية، حاولت شخصيات سنّية عدة التوسط للتوزير، في وقت كان احد القضاة يجري اتصالات مع وسائل الإعلام لتسويق نفسه لحقيبة الداخلية والبلديات، علماً ان رئيس الحكومة المكلف سيتصرف مع الحصة الحكومية السنية تحديداً، بما ينسجم مع المزاج السعودي.

واضافت المصادر ان رئيس الحكومة المكلّف يفاوض رئيسي حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع و"التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لحسم الحقائب والأسماء المطروحة من قبلهما. ولم تستبعد المصادر ان يكون احد الفريقين خارج الحكومة في حال لم يرض بالحصة الوزارية التي خصصها سلام له، علماً ان الحصة المسيحية في الحكومة ستكون خاضعة ايضاً لاعتبار اساسي عند رئيس الحكومة المكلف، هو موقف رئيس الجمهورية جوزاف عون منها.

لذلك يمكن الاستنتاج ان سلام سيختار ما ومن يناسبه بين تمثيل "القوات" او "التيار الوطني الحر" في الحكومة، ويعلن عن تشكيلة تضم احد الفريقين المسيحيين، في حال لم يستطع التوفيق بين مطالبهما. امّا تمثيل قوى التغيير، فسيتم عبر وزيرين مقّربين منهما، أبرزهما بول سالم.