يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو استبعاد رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار من فريق المفاوضات الإسرائيلي حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، وذلك في أعقاب قرار نتنياهو تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر على رأس فريق المفاوضات في إطار مساعيه لإحباط التقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق.

وكشفت القناة 13 عن لقاء متوتر جرى نهاية الأسبوع الماضي بين نتانياهو ورئيس الشاباك، حيث أبلغ نتانياهو بار برغبته في تغيير تركيبة الفريق المفاوض، وتعيين ديرمر على رأسه، ووصفت القناة النقاش بين الاثنين بأنه "صعب وحاد".

ونقلت القناة عن مصادر مطلعة أن "اللقاء كان عاصفًا"، وخرج منه بار "بحالة من الانفعال الشديد"، وشددت المصادر على أن "هذه هي طريقة نتنياهو لإجهاض المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى" التي ينص الاتفاق على بدء التفاوض حولها اليوم.

وأقرّت أوساط مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بحسب القناة 13، بأن نتانياهو "غير متأكد" حاليا مما إذا كان يريد المضي قدمًا بالمرحلة الثانية. ورفض مكتب نتنياهو التعليق على التقرير، وقال الشاباك إنه "لا يعلق على فحوى المحادثات مع رئيس الحكومة".

بدورها، ذكرت القناة 12 أن نتنياهو يبحث بجدية في إجراء تغييرات على الفريق المفاوض، بعدما عيّن ديرمر على رأسه، استعدادا لبدء المفاوضات حول المرحلة الثانية التي من المقرر أن يناقشها خلال اجتماعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبحسب القناة، فإن نتانياهو أبلغ قادة الأجهزة الأمنية، بمن فيهم رئيس الموساد دافيد برنياع، بعزمه إجراء تغييرات. وأضافت أن قراره يستهدف بشكل خاص رئيس الشاباك، المسؤول عن تنسيق المفاوضات مع الوسيط المصري.

وذكرت إن نتانياهو يعتزم استبدال بار بشخصية أخرى من الشاباك تعمل تحت إشراف ديرمر. ولا يستبعد التقرير أن يقوم نتانياهو بمزيد من التغييرات في الفريق المفاوض لاحقًا، وذلك استنادًا إلى قناعته بأن "جوهر المفاوضات بات يُدار من خلال الولايات المتحدة".

وحذّر التقرير من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تعقيد المفاوضات وتقويض المرحلة الثانية، خاصة أن نتانياهو يبدو مترددًا في المضي قدمًا في تنفيذها؛ ونقلت عن مصادر مطلعة أنه "كان من الواضح لنتانياهو أن المسؤولين الأمنيين لن يقبلوا عرقلة التقدم نحو المرحلة الثانية".

ونقلت القناة عن مصادر مطلعة أن "هذا التغيير يحمل تداعيات خطيرة، وقد يؤدي إلى تقويض المفاوضات وربما إفشال المرحلة الأولى من الصفقة". وأشارت إلى أن إقدام نتانياهو على إعادة هيكلة الفريق المفاوض يعتبر رسالة للوسطاء وحماس، مفادها أن "المفاوضات تتحول من مسارها الأمني إلى السياسي".