أشارت صحيفة "عكاظ" السّعوديّة، إلى أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" الشّيخ نعيم قاسم بدا مثيرًا للشّفقة، وهو يؤكّد في كلمته الأخيرة بنبرة ثقة مصطنعة: "غصب عنكم انتصرنا"، سائلةً: "غصب عن من يا شيخ نعيم؟! عن القتلى الّذين سقطوا تحت أنقاض القصف الإسرائيلي في الضّاحية؟ عن الجرحى الّذين أصابتهم شظايا الصّواريخ والقذائف الإسرائيليّة؟ عن المشردين الّذين هجّروا من بيوتهم المدمّرة في الجنوب؟ بالفعل غصب عن من؟".
ورأت أنّ "المثير للسّخرية أن يشعر نعيم قاسم بأنّه منتصر، وهو الباقي الوحيد من الصّفَين الأوّل والثّاني من قياديّي الحزب، إلّا إذا كان يرى في خسارة صفوة قيادات الحزب أمرًا هينًا، لكنّه وهم الانتصارات في ثقافة جمهور دكاكين الشّعارات. والسّؤال الذي يطرح نفسه بعد أحداث غزة ولبنان وسوريا: هل ما زال جمهور شعارات المقاومة يغطّ في غيبوبته يصدّق الوهم، رغم أنّه يعيش الواقع ويقاسي أهواله؟".
واعتبرت الصّحيفة أنّ "اللّافت أنّ كثيرًا من حلفاء الحزب بدأوا في مراجعة مواقفهم وإعادة التّأقلم مع الواقع الجديد، سواء كان ذلك نتيجة ممارسة نقد ذاتي أو تلوّن لمعايشة المتغيّرات، بل إنّ منهم من انقلب على عقبه وبدأ في نقد المرحلة السّابقة، وتحميل رموزها مسؤوليّة الأخطاء الّتي أدّت للانهيار والسّقوط المدوّي لمحور المقاومة؛ رغم أنّهم كانوا من أدواتها ومخالبها".
وأضافت: "لا يبدو أنّ نعيم قاسم يدرك واقع التّغيير الحاصل والمناخ الإقليمي والدّولي الجديد، وربّما غير مطلوب منه أن يدرك، فهو مجرّد بيدق تحرّكه مرجعيّته الإقليميّة على رقعة شطرنج المنطقة، ومن سوء حظها وحظّه أنّه من البيادق القليلة الباقية والّتي لا تملك أي فرصة أو قدرة أو تأثير لتغيير واقع الهزيمة ".
ولفتت إلى أنّ "باختصار، الانتصار الوحيد الّذي حقّقه نعيم قاسم وحزبه منذ تأسيسه ودخوله بازار السّياسة والمتاجرة بالشّعارات، كان الانتصار على اللّبنانيّين والسّوريّين والفلسطينيّين، انتصار ثمنه دماؤهم وأرواحهم وسلامهم. وحتّى هذا الانتصار ينقلب اليوم إلى هزيمة... غصبًا عن الواهمين".