رأى عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب نزيه متى أن عقدة تأليف الحكومة ليست لدى حزب القوات اللبنانية، بقدر ما هي لدى من لا نية لديه لتغيير الواقع اللبناني نحو الأفضل. وقال: حزب القوات لا يطالب بحقوقه الطبيعية في عملية توزيع الحقائب الوزارية من أجل التعطيل أو لوضع العصي في دواليب العهد، بل لأنه الأكثر تمثيلا على المستويين الشعبي والنيابي، وأسهم بكل ما أوتي من فعالية وحضور في وصول الرئيس العماد جوزف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام إلى الحكم.
ولفت متى في حديث إلى "الأنباء" الكويتية، الى ان القوات أم الصبي، وهي بالتالي أكثر الحريصين على نجاح العهد، وأكثرهم توقا لقيام لبنان من تحت الرماد، عبر تشكيلة حكومية استثنائية واعدة ضنينة بتنفيذ خطاب القسم، تحاكي طموح اللبنانيين وتواكب تطلعاتهم إلى غد مشرق، وهذا ما من أجله لعب حزب القوات على مدى سنتين ونصف السنة دور رأس الحربة، ليس فقط في قطع الطريق أمام وصول مرشح الممانعة إلى قصر بعبدا، في التمديد مرتين لقائد الجيش وقتذاك العماد جوزف عون، بما رفع من نسبة حظوظه للفوز في السباق إلى بعبدا. وحاربت في 9 كانون الثاني الماضي وما قبله من أجل انتخابه على رأس الجمهورية، وجيشت فريق المعارضة في 13 من الشهر نفسه من أجل تسمية القاضي نواف سلام لتشكيل حكومة النهوض بلبنان.
وأكد متى أن مشكلة القوات اللبنانية في موضوع تشكيل الحكومة ليست في نوعية وعدد الحقائب الوزارية المعروضة عليه، بقدر ما هي في إضاعة الفرصة المتاحة اليوم أمام اللبنانيين لبناء دولة حقيقية، وذلك عبر إبقاء حقيبة المالية الأكثر فعالية في تسيير شؤون الدولة والعهد، وفي تطبيق الإصلاحات المنشودة، بيد فريق شريك في الفساد المالي، وساهم مباشرة في انهيار البلاد على المستويات كافة، الأمر الذي إن دل على شيء فهو الانطلاقة العرجاء للرئيس المكلف نواف سلام.
وتابع: "يعلم سلام أكثر من سواه أن حزب القوات اللبنانية قيمة مضافة في الحكومة، وان حقيبة المال في عهدة الثنائي الشيعي قنبلة موقوتة قابلة في أي وقت للانفجار في وجهه ووجه العهد ككل. وما نشهده بالتالي على خط تأليف الحكومة مضحك- مبك في آن، بحيث نسمع من جهة كلاما سلاميا عن حكومة عمل استثنائية غير تقليدية، ونرى من جهة ثانية عودة خيول من كبل الدولة وعطل الاستحقاق الرئاسي ونسف التحقيق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت، وهدد القضاة بالويل والثبور وعظائم الأمور وأنشأ دويلته المسلحة ضمن الدولة، واحتل بيروت تحت مسمى اليوم المجيد وصادر قرار الحرب والسلم، ودمر البلاد في حروب إيران على الأراضي اللبنانية، وضرب علاقات لبنان مع الأشقاء الخليجيين، ولا يزال حتى الساعة يهرب الأموال والسلاح عبر المعابر غير الشرعية.. إلى الفريق الحكومي. خيارات ومعايير مبنية على فعل الناقض والمنقوض، وعلى قاعدة اسمع تفرح جرب تحزن.
واعتبر بانه "على الرغم من مأساوية مشهد تأليف الحكومة، إلا أن المفاوضات بين القوات وسلام تسير على قدم وساق، ولا شيء محسوما حتى الساعة، على أمل أن يعيد سلام النظر في خياراته ويصوب بوصلة تشكيل حكومته، بما يضمن تحقيق خطاب القسم وبالتالي نجاح العهد وولادة لبنان الجديد".