أكّد وزير الدفاع ميشال منسى، أنّ الغارات الإسرائيلية "تندرج في إطار الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الشمال، كما الدائمة في الجنوب، وهي تخرق بذلك القرار 1701".
كلام منسى جاء خلال مراسم تسليم وتسلم بين وزير الدفاع السابق موريس سليم والوزير ميشال منسى، حيث استهلها منسى بوضع إكليل من الزهر على نصب شهداء الجيش في حرم الوزارة وإنارة الشعلة على وقع موسيقى الجيش. ولدى وصول منسى إلى باحة الوزارة، كان في استقباله كل من قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عوده والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد المصطفى وعدد من كبار الضباط، وأقيمت له التشريفات اللازمة.
وأشار منسى إلى أنّ "في ما يخص ما يحصل من اعتداءات على الحدود الشمالية، فقد بسط الجيش اللبناني السيادة اللبنانية على أراضينا لمنع الاعتداءات من الجهة الشرقية. وأخيرا، عندما حصل اطلاق نار من الجهة السورية كان قرار من الرئيس جوزاف عون بالرد على هذه الاعتداءات. ما يهمنا هو بسط سيادة الدولة لأننا ننفذ القرار 1701 على الاراضي اللبنانية كافة. وعند الحدود الشرقية، بدأ الجيش بالسيطرة على الاماكن التي كانت منطلقاً للاعتداءات".
وردا على سؤال حول الموقف من الطلب الإسرائيلي تمديد انسحابه من بعض المواقع في الجنوب حتى نهاية هذا الشهر، أكد منسى "الموقف اللبناني الرافض لذلك"، وقال: "إن المراجع المسؤولة تسعى يوميا لتحقيق هذا الانسحاب، وستعمل الحكومة على تطبيق القرار 1701، الذي من المؤكد سيتضمنه البيان الوزاري. إنه قرار أممي ملزم نال اجماع مجلس الأمن، إذ أن لا دولة اعترضت عليه ولا دولة امتنعت عن التصويت، هو قرار يتحمل مجلس الأمن تطبيقه، فالدولة اللبنانية تنفذ، والعدو الاسرائيلي يعرقل، وسنواصل سعينا لتنفيذه".
وفي كلمته أكد أن "عبارة شرف تعني النزاهة والتزام المبادئ والقيم السامية المرتبطة بالكرامة والاحترام"، وقال: "إن كلمة تضحية تتجسد في تقديم أغلى الأثمان من جهد وتعب حتى التضحية بالذات، وذلك لأهداف نبيلة تحفظ سيادة الوطن وأمن المواطن. وإن مبدأ الوفاء يتجلى بالإخلاص والتمسك بالقسم وعدم التخلي عن المسؤولية".
وتوجه منسى إلى سليم بالقول: "لقد اجتمعت هذه المواصفات بشخصكم الكريم على مر السنين، وسعيتم خلال فترة توليكم مهامكم، وبجهد مستمر، الحفاظ على القيم الأخلاقية والتزام القوانين. لقد شرفني الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام باستلام مقاليد وزارة الدفاع الوطني حيث عملتم على رعاية المؤسسة العسكرية، هذه المؤسسة التي نحب وتربينا فيها سويا وعملنا معا لحماية إستقرار لبنان وسلامة مواطنيه".
وأضاف: "كلنا يعلم حجم الصعاب التي واجهت وطننا ومجتمعنا وجيشنا، وكيف حافظتم مع قيادة الجيش على المؤسسة. إن شعبنا يحب الجيش ويثق به، هذا الجيش الباسل، الذي أثبتت الأيام أنه العمود الفقري لاستقرار الوطن، وكلما اشتدت العواصف زاد صلابة وعنفوانا وارتفع معه العلم اللبناني عاليا. أتحمل اليوم المسؤولية مع شعوري بالفخر والاعتزاز، وسأبذل قصارى جهدي للحفاظ على الإنجازات وتعزيزها، مسترشدا بتجارب من سبقني في هذا الموقع. كما أؤكد للجميع أني سأعمل كعادتي بروح الفريق لمواصلة مسيرة العطاء والتضحية. لقد علمتني خبرتي أن استمرار العمل المؤسسي يتطلب التخطيط والتعاون والتزام القانون".
وتحدث منسى عن التحديات، قائلا: "إن التحديات أمامنا كبيرة: بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها هو أولوية، حماية الحدود وتثبيت الأمن مسؤولية، دعم الجيش قتاليا وتحسين الواقع المعيشي للضباط والرتباء والأفراد ضرورة أساسية، فلنعمل معا لننجح معا".
وشكر منسى لـ"جميع ضباط وعناصر الغرفة العسكرية جهودهم المستمرة، وللوزير سليم كل ما قدمه"، متمنيا له التوفيق.
وردا على سؤال حول الخطة لتحصين وتحسين الاوضاع المادية لضباط وافراد الجيش اللبناني، وهل سيقتبس ما تعتمده بعض الدول في اعداد موازنات خاصة لوزارات الدفاع لا تكون مرتبطة بالموازنات العامة، قال منسى: "الازمة الاقتصادية التي مر بها البلد انعكست على اوضاع العسكريين، الذين هم شريحة من المجتمع اللبناني الذي عانى وضعا معيشيا صعبا. هناك خطط موضوعة للدعم المادي والعسكري نسير وفقها الا ان ما ينقصنا هو زيادة المساعدات المادية، فهناك دول عدة جاهزة لتوفيرها للجيش اللبناني. أما آلية العمل فهي تدرس ويتوجب علينا عرضها في مجلس الوزراء والتعامل مع تطبيقها بالسرعة الممكنة".
وأضاف: "يشكل تأمين هذه المساعدات الهمّ الأول لدى السيد الرئيس جوزاف عون، فهناك مروحة من المساعدات بين يديه علينا التعامل معها من خلال وضع آلية معينة للارتكازعليها من أجل مساعدة الجيش. وفي انتظار هذه المساعدات، علينا أن ندرس في الوقت نفسه في مجلس الوزراء آليات عمل توزيعها. أما على الصعيد الداخلي في الجيش، فإنه لا يحتاج الى الكثير، اذ انه لم يعمل يوما، إلا وفقا للنظام وضمن القوانين المرعية الاجراء. وما هو مهم هو ان نعمل يدا واحدة".
وكانت كلمة لسليم في المؤتمر الصحافي، حيث ذكر أنّ "الجيش حصن الوطن ودرعه المنيع، هي عبارة اختتمت فيها كلمتي يوم تسلمي مسؤولياتي في وزارة الدفاع الوطني، لأبدأ بها كلمتي اليوم وقد ازدادت قناعتي بها خلال تولي المسؤولية فيها. رغم كل الأزمات والتحديات والمطبات والعدوان الإسرائيلي، بقي الجيش على جهوزيته ومعنوياته العالية يقوم بمهامه في حفظ الأمن والاستقرار في البلد وفي مواجهة العدو الإسرائيلي، وفي رصد الإرهاب والمهربين، ويشارك الى جانب القوى الأمنية في حفظ الأمن في الداخل على كامل تراب الوطن، ويمد يد العون والمساعدة للجميع من دون استثناء".
وتوجه الى الوزير منسى بالقول: "لا شك في أن تحديات عدة تواجهكم، أولها وجوب انسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها في الجنوب خلال الحرب الأخيرة ضمن المهلة المحددة في 18 شباط وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، بما في ذلك بنود ترتيبات وقف إطلاق النار من أجل الاستقرار الدائم في الجنوب. ومن التحديات أيضا ضبط ومراقبة الحدود الشمالية والشرقية للحؤول دون التهريب والانتقال غير الشرعي عبر الحدود".
وأضاف: "من التحديات الأساسية حق العسكريين في كل الأسلاك العسكرية في الخدمة والتقاعد برواتب تسمح لهم بالعيش الكريم والتفرغ لتأدية رسالتهم الوطنية حصرا من دون الإضطرار إلى القيام بأي عمل آخر".
وختم: "يسعدني أنك صديقي ورفيق الدورة وليس فقط رفيق السلاح يخلفني في هذا الموقع، وهو خير من يكمل هذه المهمة، ويحل في هذه المسؤولية الوطنية، وقد عادت الحياة إلى مؤسساتنا الدستورية في ظروف دقيقة يجتازها وطننا لبنان. نحن أبناء المؤسسة العسكرية، إليها ننتمي وبها نعتز. وفقكم الله معالي الوزير الصديق، وسدد خطاكم لما فيه خير بلدنا وعزته".
بعد المؤتمر الصحافي، استعرض سليم قوى التشريفات وصافح الضباط مودعا. وبعدها، غادر مبنى وزارة الدفاع.
وبعد التسليم والتسلم، التقى منسى قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة الذي هنأه بتسلمه مهامه في وزارة الدفاع الوطني.