أكّد الرئيس جوزاف عون، خلال لقائه في قصر بعبدا وفد الرابطة المارونية، ضرورة "وقوف الجميع الى جانب لبنان الوطن وليس الأشخاص"، مشددا على "دور الرابطة في حث المواطنين على الانخراط بمؤسسات الدولة"، وأعاد التأكيد على ضرورة عودة النازحين السوريين الى بلدهم بعد انتفاء أسباب بقائهم في لبنان، واعتبر ان احد وجوه أعباء هذا النزوح يتمثل بارتفاع نسبة الجريمة في لبنان.

وجدد الرئيس عون التأكيد أنّه "لن يقبل التفريط بحقوق المودعين في المصارف اللبنانية، وأن الحل لهذه القضية سيكون مشتركا بين الدولة وجمعية المصارف والمودعين".

ودعا إلى "تضافر الجهود في سبيل إعادة النهوض بالبلد من جديد"، معتبرا ان "مصلحة لبنان هي فوق كل اعتبار وان لا اقصاء لاحد، لان ما حصل في الأشهر الأخيرة انعكس على لبنان بأكمله وليس على طائفة او فئة على حساب أخرى"، وذكّر بقول الامام المغيب السيد موسى الصدر "الطوائف نعمة لكن الطائفية نقمة"، مشددا على ان لبنان الدولة هو الذي يحمي كل الطوائف وليس العكس.

وتابع رئيس الجمهورية: "علينا في المرحلة المقبلة اثبات اننا في صدد بناء الدولة الحديثة والمتطورة التي تحكمها المساواة ويعيش فيها المواطنون بكرامتهم، في ظل إصلاحات مالية واقتصادية وقضائية لنفسح في المجال امام مساعدة الخارج لنا، مشددا على ضرورة ان يبقى اللبنانيون موحدين من دون ان يستجلبوا الخارج الى الداخل.

وقال "لنكن كلبنانيين ابعادا داخلية في الخارج وليس ابعادا خارجية في الداخل لا سيما وان ما حصل في الجنوب اثر سلبا على كل لبنان ولا صحة اطلاقا بان الطائفة الشيعية محاصرة لأننا كلنا جسم واحد وبيئة واحدة دفعنا ثمن الحرب ونواجه معا التحديات، والثقة داخل المجتمع اللبناني هي الأساس"، مؤكدا على ضرورة تحييد لبنان عن ​سياسة​ المحاور.

وأوضح الرئيس عون أنّ "لبنان يستأهل اللبنانيين النوابغ الذين يهاجرون الى الخارج الجاهزين للعودة للاستثمار في ربوعه اذا ما قدمنا لهم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والقضائي".

وأعاد الرئيس عون "التشديد على ان حرية التعبير مقدسة شرط ان تكون سلمية، وان التظاهر يتم وفق القوانين والمواثيق الدولية لكن قطع الطرقات والتعدي على المواطنين امر غير مقبول"، معتبرا ان الامن خط احمر على كافة الأراضي اللبنانية وليس في منطقة معينة فحسب، وان التجاوزات التي حصلت قبل أيام والاعتداء على الجيش والمواطنين ممارسات مرفوضة ولن تتكرر.

والقى رئيس الرابطة خليل كرم كلمة قال فيها إنّه "من دواعي سرورنا أن انتخابَكم تم بتزكية دولية وعربية، وتأييد سياسي وشعبي قلّ نظيره، لما انطوى عليه شخصكم من صفات لا تؤتى الا للرجال الرجال الذين يتصدون للمسؤوليات الجسام بحزم وثاقب بصر وبصيرة. يحدوكم ايمان كبير أن لبنان خلق للحياة وللحقّ، ولن تسمحوا بأن يكْبو ويقع، مهما عصفت به رياح الشر، وانتصبت في وجهه الصعوبات والتحديات".

وأضاف "إن الرابطة المارونية، التي تُمثل البعد الوطني لطائفة مؤسِسة للبنان الكبير، وتضم نُخَباً متقدمة في مجتمعها، تهنئكم وتعلن وقوفها إلى جانبكم في الرحلة الشاقة التي تقطعونها لتعيدوا لبنان إلى ذاته، والى هويته القائمة على الايمان في العيش معا وفي دولة ذات سيادة تحكم بالعدل والقانون، وتضمن المساواة بين ابنائها. في ظل علم واحد يرفرف فوق ربوعها، علم الارز الخالد، وجيش واحد تحت سقف الشرعية. فلا إلغاء ولا إقصاء ولا تهميش ولا إستضعاف أو إستقواء".

وقال كرم إنّ "همّ المودعين يؤرق الجميع وتقوم اللجنة الاقتصادية بالتعاون مع إخصائيين لإبعاد شبح شطب الودائع عن الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني"، موضحًا أنّ "خطاب القسَم الذي نؤيد مضمونه، وأيّده كل اللبنانيين، هو البوصلة التي حدّدتُم من خلالها معالم الطريق التي يجب سلوكها في عهدكم المَيْمون، للوصول إلى الوطن الذي مَزَج جدودنا وآلاباء العرَق بالدمِ من أجل نقله الى حيّز الوجود القوي والحضور الفاعل. ونحن مطمئنون بأنكم ستكونون خير مؤتمن على تاريخه وجغرافيته".

وتابع: "ليس للرابطة المارونية اي طلب سوى أن تنجحوا في مسيرتِكم الوطنية والاصلاحية، وتعيدوا الى وطننا نبض الحياة والاستقرار والآمان. وان تصونوا، كما اشَرْتُم في خطاب القسم، هوية لبنان التعددية والثقافية، وانقاذها من عددية وافدة بقوة نخشاها حقا بعد كل الذي نسمعه عن ضغط دولي لتوطين الفلسطينيين في الخارج حيث هم، مما يعني انه يتعين على لبنان شرعنة وجود مئات آلالاف منهم على أرضنا. وفي حين لا تلوح في الافق بشائر حل لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، على الرغم من سقوط النظام الذي كانوا يعزون اليه سبب نزوحهم الى بلدٍ بالكاد يتسع لابنائه المقيمين الذين تتلقفهم اشداق الهجرة المستدامة".

وقال كرم "إننا نرى في محاولة إسرائيل إتخاذ إجراءات بشروطها، إنما يهدف إلى خلط الأوراق وإنتاج مشروع فتنة نعوّل على حكمتكم، وما لكم من علاقات دولية وعربية لاجتنابه، من خلال السعي إلى إجلائها من أرضنا، وحصر السلاح بيد الدولة والدولة فقط، لأن ليس لنا سواها بديلا.

وفي قصر بعبدا، التقى الرئيس عون الوزير السابق ناصيف حتي الذي عرض معه الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

كذلك استقبل الرئيس عون رئيس مجلس إدارة ومدير عام مرفأ بيروت عمر عيتاني الذي اطلعه على الحركة في المرفأ والإجراءات التي اتخذت لإزالة آثار الانفجار الذي وقع في 4 آب 2020.