أشار مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، إلى أنّ "إسرائيل تعمل وتأمل في إعادة سكان الشمال الإسرائيلي إلى قراهم ومستوطناتهم التي نزحوا عنها بعدما شنّ "حزب الله" حربه على إسرائيل بجميع الوسائل. ومن هذه الوسائل، احتفاظ إسرائيل بالمواقع الخمس لتمتّعها بخط رؤية واضح يهدد المدن والقرى المقابلة إذا استعملت ضدها كما في السابق الأسلحة المضادة للدبابات".

وبرر شينكر، في حديث لصحيفة "نداء الوطن"، تأخير إسرائيل لانسحابها الكامل التام بأن "لبنان كان قد التزم بنشر عشرة آلاف جندي من الجيش اللبناني في الجنوب. إلا أن عدد الجنود المنتشر حتى الساعة لم يصل إلى ستة آلاف لمشكلات تتعلق بالتجنيد، ومشاكل الحدود مع سوريا، والدور المناط للقوى الشرعية في الحفاظ على الأمن الداخلي والسلم الأهلي، ما يخلق التعقيدات والصعوبات أمام الحكومة الجديدة. إلا أن هذا لا يمنع من أنه لا بد من إنجاز الانسحاب الإسرائيلي في وقت ما في المستقبل القريب".

ورأى شينكر أن "على لبنان أن يحيّد نفسه عن الصراع مع إسرائيل، عبر إضعاف "حزب الله" وخلق فرصة ليكون دولة ذات سيادة تحدد سياستها الخارجية بنفسها، وتكون لديها علاقات جيّدة مع جميع جيرانها، وأن يكون للبنان فرصة في المستقبل لإقامة علاقة "ليست قريبة ولكن طبيعية" مع إسرائيل".

وشدد شينكر على أنّه "من غير المسموح لإيران أو سوريا تحديد ​سياسة​ لبنان بعد الآن". مشيرًا إلى "التعاطف والدعم الكبيرَين اللذَين تبديهما واشنطن للبنان، من دون أي رغبة أو نية للولايات المتحدة الأميركية في فرض سياستها، مع فهم وإفهام ما يجب القيام به كي يخرج لبنان من "كابوسه الوطني الطويل".

وعما إذا كانت واشنطن تضع ضغوطاً من أجل الإصلاح، حيث تربط المساعدات بأداء القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب وتنفيذ القرارات، قال: "أعتقد أن هذه توقعات معقولة، ولا يفسّر الأمر بأن واشنطن تجبر لبنان على فعل شيء معين غير مناسب. ولكن هناك إدراك واسع في لبنان أن هذه الخطوات، رغم صعوبتها، هي على الأرجح السبيل الوحيد ليصبح لبنان دولة ناجحة وذات سيادة".

وعن تجميد أو وقف المساعدات الأميركية للبنان، قال شينكر: "لا أعتقد. إن الولايات المتحدة تدرك أنها تفاوضت على وقف إطلاق النار، وتفهم أن القوات المسلحة اللبنانية تحتاج إلى دعم. من المرجح أن تأتي الرواتب من دول الخليج، كما حدث في السابق، إذ لا تملك الولايات المتحدة السلطة لدفع رواتب الجيش اللبناني. لقد فعلت ذلك مرة واحدة وكان الأمر مثيراً للجدل. ويمكن لدول أخرى أن تتدخل، فالمبلغ ليس كبيراً".

ورجّح شينكر أنّ الدعم للجيش اللبناني من حيث المعدات وما إلى ذلك سيستمر "إذ إنه يُنظر إليه على أنه أمر مهم ليس فقط للبنان، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة، وأمن إسرائيل، وترسيخ التراجع أو الهزيمة التي لحقت بحزب الله".

واعتبر أن "المشكلة الأولى والأساسية هي "حزب الله"، وثانياً الفساد. هناك مشكلة في سيطرة "حزب الله" شبه الكاملة على السياسة الشيعية، وهو أمر غير صحي وغير منتج وغير موثوق بالنسبة للطائفة الشيعية، التي لا تمتلك خيارات أخرى كما تمتلكها الطوائف الأخرى في لبنان".