اشار عضو كتلة "الاعتدال الوطني" النائب محمد سليمان الى إن لبنان ما بعد زيارة الرئيس العماد جوزف عون إلى المملكة العربية السعودية لن يكون كما قبلها. واعتبر ان الزيارة بما حملته من مؤشرات إيجابية إضافة إلى الحفاوة التي استقبل بها الرئيس عون في الرياض أعادت لبنان إلى موقعه الطبيعي في الحضن العربي لاسيما الشق الخليجي منه، ناهيك عن أنها سحبت البساط اللبناني من تحت أقدام الإيرانيين، وأكدت أنه مهما حاولت بعض القوى الإقليمية تحويله إلى حديقة خلفية لها، لم ولن يكون يوما إلا عربي الانتماء والهوى والهوية.

ولفت سليمان في حديث إلى "الأنباء" الكويتية، الى انه زيارة الرئيس عون إلى المملكة أكدت من جهة التزام لبنان بالخط والنهج والدور والقرار العربي، لاسيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وحملت من جهة ثانية وفاء اللبنانيين للمملكة وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، لعدم تخليها عن بلدهم في عز أزماته ومحنه، رغم ما تعرضت له من تجريح مقيت واتهامات باطلة من قبل الملحقين بالركوب الإقليمية، ناهيك عن أن الزيارة شكلت بمضمونها وخلفياتها وأبعادها الخطوة الأولى باتجاه استعادة الثقة العربية بلبنان. كما بشرت الزيارة بأن لبنان على موعد قريب مع عودة الأشقاء الخليجيين إلى ضخ الأوكسجين الاقتصادي في رئتيه.

وتابع: يتكل لبنان لخروجه من النفق على أشقائه العرب قبل اتكاله على أصدقائه من الدول الغربية، لاسيما ان دول مجلس التعاون الخليجي تشكل السند الحقيقي لوقوفه والرئة الاقتصادية له. الخليج العربي، ورغم ما صدر بحقه من قبل بعض الأفرقاء المحليين، لم يتخل عن لبنان في عز أزماته وأوجاعه وآلامه، فكيف بعودته اليوم بقيادة الرئيس جوزف عون إلى الحضن العربي الأمين والدافئ؟.

واعتبر بان المساعدات العربية للبنان قادمة لا محالة، خصوصا ان الرئيس عون ومن خلفه حكومة نواف سلام يحرص كل الحرص على تطبيق كامل القرار الدولي 1701 وملحقاته المدرجة في اتفاق وقف إطلاق النار وحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية، الأمر الذي ينتظره الأشقاء العرب والأصدقاء الغربيون لمد لبنان بالمساعدات والمساهمة في إعادة الإعمار. لكن على المجتمع الدولي في المقابل أن يمارس أقصى الضغوط على الكيان الإسرائيلي لإجباره على الانسحاب من الأراضي اللبنانية دون قيد أو شرط، خصوصا أن الجيش اللبناني انتشر في جنوب الليطاني ويستكمل انتشاره على كامل الأراضي اللبنانية.

واردف "استعاد لبنان بفعل المتغيرات المحلية والإقليمية قراره السيادي، لاسيما قرار الحرب والسلم الذي أدى اعتقاله من قبل الإيراني إلى تدمير لبنان حجرا وبشرا".