أكد الأمين العام لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان ابراهيم المصري أن "حال الاحتقان في لبنان بالغة الخطورة رافضاً تحميل طرف معين مسؤولية الاعتداء الذي تعرض له الشيخان من دار الفتوى مازن حريري وأحمد فخران في الخندق الغميق، والشيخان حسن عبد الرحمن وعدنان أمامة في الشياح، من قبل بعض الشبان ما أدى الى توتر في الشارع اللبناني في بيروت ومناطق عدة".
وفي حديث لصحيفة "الراي"، اشار الى ان "لبنان في هذه الفترة يمر في ظروف بالغة الصعوبة ليست كلها ناتجة عن احتقان الداخل اللبناني، إنما هناك في العالم العربي أقطار تمر بمرحلة صعبة، والقوى الفاعلة فيها تعتبر أن لبنان حديقة خلفية يمكن تفجير كل الاحتمالات على ساحته".
واعتبر ان "الوضع في لبنان بالغ الحرج ولا أستطيع أن أضع الاتهام على جهة معينة، وإنما أقول أولاً هناك حال احتقان على الساحة اللبنانية يتم تفجيرها، والافادة منها من بعض القوى المحلية غير الواعية، وهناك مصالح اقليمية تريد تفجير الساحة اللبنانية من أجل صرف أنظار الناس عمّا يجري في ساحتها، وأقصد الساحة السورية بالدرجة الأولى، فضلاً عن أن هناك بعض المستفيدين من تأزيم الأوضاع على الساحة الاسلامية من أجل الحد من الاحتقان الجاري في عدد من الدول العربية بعدما بات الإسلاميون رقماً اساسياً".
وعما اذا كان يخشى من تطور الامور نحو الاسوأ، اجاب المصري ان "كل شي وارد والأمل كبير بأن يدرك اللبنانيون والقوى السياسية خطورة المرحلة وأن يعوا بأنهم هم الذين يدفعون الثمن، وعليهم أن يعتمدوا الاحتياطات اللازمة من أجل تجنب ما أمكن من ردود أفعال خلال الأيام المقبلة".
واعتبر ان هناك "من يؤجج الاحتقان في اكثر من ساحة سواء الساحة الشمالية عبر تأزيم الأوضاع في طرابلس ما بين باب التبانية وبعل محسن، أو الساحة الجنوبية من خلال محاصرة مسجد بلال بن رباح (الشيخ احمد الاسير)، أو ما حصل في البقاع قريباً من الحدود السورية. كل هذه الأمور ليست طبيعية لذلك أقول ان هناك من له مصلحة في تأجيج الفتنة المذهبية في لبنان، وهذا يحتم على اللبنانيين تدارك الأمر".
وعن ان بعض الحشاشين هم من اعتدوا على الشيوخ، قال المصري ان "الجميع رحّب بالبيانات التي صدرت عن القوى السياسية في الساحة الشيعية، وأرى أن تحميل وزر ما وقع على مجموعة من الحشاشين أو غيرهم أمر طبيعي. ولا أستبعد أبداً أن يكون هؤلاء هم الذين اعتدوا على المشايخ، لأن أي انسان عاقل أو متدين سواء كان سنياً أو شيعياً لا يرتكب مثل هذه الجريمة بحق علماء يعبرون الشارع من دون أي سبب. لذلك أن تُلقى تبعة ما وقع على حشاشين أرى أنه أسلوب قد يكون مجدياً في لملمة تداعيات الأحداث".