ذكرت "البعث" انه "بعيداً عن الشماتة، وبكل مشاعر الأسى، بات بوسعنا القول: إن الجامعة العربية استمرأت لعبة الانتحار السياسي وأنها باتت تمارس طقوسها المأساوية على نحو شبه يومي، فالمؤسسة الأم التي شكلت بهيئاتها ومستوياتها المختلفة الرمز الرسمي للعمل العربي المشترك طوال عقود، تتحول تدريجياً في "ربيع الوهابية" القطرية والسعودية إلى محفل للجنون الجماعي، وفي الهواء الطلق: بازار للمزايدات الكلامية، وشيكات مفتوحة، وقرارات همايونية لا تأبه لأدنى حدود الشرعية أو النظام الداخلي، ودعم للإرهاب على مرأى ومسمع من الشعوب العربية التي تهدي اليوم ثوراتها لهيئات "الأمر بالمعروف"، لقد وصل جنون العظمة بابن خليفة حداً جعله على يقين كامل أنه خليفة عصر الانحطاط بحق: يفسد الضمائر ويشتري الولاءات ويصنع المعارضات ويجنّد فتيان اليمن وتونس وليبيا ولبنان كمرتزقة نظاميين.. فأيّة قوة تلك التي بوسعها ثنيه عن القناعة بأن العمالة والدجل هما أفضل وصفة لـ"زيادة وزن" أمير ينام قرير العين في أحضان الصهاينة والأمريكيين؟".
اضاف الصحيفة السورية انه "لا شيء يليق بجامعة سلمت أمرها لواقع الحال إلا الرثاء والتشييع، فالقادة العرب الذين يستعجلون الحضور كما يستعجلون الرحيل، لا هم لهم، بعد اليوم، إلا إحناء الرأس علامة الموافقة والقبول.. وفي المواقف المصيرية ما من وسيلة للنجاة أفضل من تغييب الوعي. ويكفي هذا البذخ، وتكفي هذه الكلمات الطنانة، للاطمئنان إلى أن المؤامرة تمضي وفق ما أمرت به واشنطن وتل أبيب. المؤسف أن التخفف من الالتزامات والتحلل من المسؤولية الوطنية والقومية باتا على غاية من اليسر من خلال أداء سياسي سمته البارزة الاستسهال والتسرع، ومؤسف أيضاً أن الجامعة استمرأت هذا السلوك، وأن جرعة زائدة من مخاطبة الغرائز والمشهدية البائسة باتا كافيين لاستحصال أي توقيع".
وذكرت ان "المسمون قادة عرباً يتجاهلون أن "إرهابي الجلابية" كان يستقوي على ضمائرهم ومسؤولياتهم بقذائف هاون أزهقت أرواح أطفال وأبرياء مدنيين أمس في دمشق، وتتجاهل تلك المسماة معارضة سورية في الخارج أنه يقتطع من رصيدها السياسي عندما يجعل منها شاهد زور يعتاش على مد اليد، ففي إمارة بات الدولار إلهها ومعبودها، حتى الحقد نزل إلى السوق، وأصبح يخضع للشراء والبيع. وبين كوة مصرفه ومحفظة جيوبهم يريد حمد أن ينقل سرطاناته إلى الجسد السوري الذي يفور بالقوة والتعافي، ولكن كل قرار انتزع غفلة أو عنوة لا قيمة ولا معنى له طالما لم يكن قرار السوريين، وأية إنجازات وهمية سوف ترتد وبالاً على أصحابها طالما هم استعجلوا إعلان النصر".
ولفتت الى انه "بوسع السوريين الاطمئنان الى خياراتهم.. فالشعب الصامد والجيش الحامي والقيادة المسلحة بصدق الوطنية ومشاعر الكرامة والعزة، المثلث الذي سيعبر بسورية الى ضفة الخلاص من الفاشية الوهابية التي تعلق أهدابها على باتريوت الأطلسي، وفي ذلك اليوم.. القريب، لن يكون ضحايا الاستتباع للخارج وأرباب المؤامرات محل تشف.. الاحتقارُ لا غير!".