أن يتصدّى عضو جبهة "النضال الوطني" النائب أكرم شهيّب لكل ما طرحته "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" في اجتماع لجنة التواصل النيابية الذي عقد في عين التينة، لأمر يستحق التوقف عنده لمعرفة ماذا يحصل في الكواليس. ففي الوقت الذي أصرّ فيه النائبان جورج عدوان وأحمد فتفت على تمديد الستة أشهر لمجلس النواب شرط أن تنعقد الهيئة العامة وفيها يتم التصويت على الإقتراح المختلط، تصدى شهيب لفكرة التمديد هذه موافقاً إما على اجراء الإنتخابات في موعدها على أساس قانون الستين وإما على التمديد لسنتين، كما اعترض أيضاً على فكرة انعقاد الهيئة العامة للتصويت على المشاريع المطروحة وهنا كانت المفاجأة بالنسبة الى "المستقبل" و"القوات" في آن معاً.
أمام هذا التناقض بين أفرقاء الإتفاق الثلاثي على المختلط أسئلة عدة تطرح، اولها ما سر تخلي جبهة "النضال الوطني" عن تبنيها للمختلط بعدما وقعت على إقتراح القانون المعجل المكرر الذي شكل الإخراج المناسب لـ"القوات" كي تنقلب على الأرثوذكسي؟ ومع من تم تنسيق هذا التخلي الجنبلاطي عن المختلط؟
المصادر المتابعة لملف قانون الإنتخاب تجزم بأن الخيار الأول بالنسبة إلى "الحزب التقدمي الإشتراكي" كان ولا يزال قانون الستين، وتؤكد أنّ المضي بهذا الإقتراح المختلط لم يكن عن قناعة أكثر مما كانت الغاية منه نسف الأرثوذكسي في جلسة الخامس عشر من أيار، خصوصاً أنّ الحزب "الإشتراكي" لم يكن باستطاعته في حينها جرّ "القوات" وتيار "المستقبل" الى القول نريد قانون الستين كل هذا لأن ذلك يحرج "القوات" امام جمهورها المسيحي. أما اليوم، وبعد إبعاد شبح الأرثوذكسي عن الهيئة العامة عادت الأولويات الإشتراكية إلى واقعها الأساسي حيث يتقدم فيها قانون الستين على كل الإقتراحات.
وبحسب المصادر المواكبة عينها، جاء رفض شهيب باسم "جبهة النضال" لفكرة انعقاد الهيئة العامة بالتكافل والتضامن مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لا يريد ان يدعو الهيئة العامة للإنعقاد ما دام الإتفاق السياسي على القانون الإنتخابي لم يؤمن بعد. وانطلاقاً من كل هذا التنسيق بين جبهة النضال وبري، تقول المصادر عينها، طلب الثاني مهلة يومين لإجراء محاولته الأخيرة، والتي يفسرها المتابعون على الشكل الآتي: سيعمل بري على اقناع تيار "المستقبل" خلال يومين بفكرة التمديد لسنتين وإذا نجح في ذلك يكون قد حصل على جرعة دعم اضافية لطرحه القائل بتمديد ولاية المجلس لسنتين، هذا الطرح الذي لا يعارضه "حزب الله" ايضاً، وعندها تعود طابة الموافقة او الرفض الى الساحة المسيحية من جديد، والتي لا تزال تعاني من تداعيات خروج "القوات" عن إجماع بكركي بعد تخليها عن الإقتراح الأرثوذكسي.