أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أنه "فيما انشغل العالم والأمم المتحدة والقوى الكبرى بالأسلحة الكيماوية الموجودة لدى النظام السوري واكتفوا بالفرجة على المفتشين الدوليين وهم ينقبون عن ترسانة النظام لتدميرها، عاد نظام بشار الأسد إلى ارتكاب المجازر غير الكيماوية التي جاءت أخيرا بنكهة طائفية "شيعية"، كما في "الذيابية" جنوب دمشق، إذ قتلت ميليشيات حزب الله اللبنانية ولواء "أبوالفضل العباس" بعناصره العراقية، حوالى 130 مواطنا سوريا بمباركة النظام وحمايته الجوية والأرضية بالطائرات والدبابات".
ورأت أن "نظام الأسد كان في أمسّ الحاجة لتغطية دولية لمجازره، وجاءته قصة الأسلحة الكيماوية كتغطية غير مباشرة، فاعتبر أن كل ما يفعله بغير تلك الأسلحة مباحا ليمضي في طريقه لتصفية كل من لا يقف معه من المواطنين السوريين في المناطق التي لا تؤيده، مستخدما في ذلك بعض المقاتلين من طائفته ومن الطائفة الشيعية، معطيا بذلك الصراع صبغة طائفية وهي رسالة منه للعالم بأن الأمور سوف تكبر أكثر في المنطقة لو ترك "الأسد" وطائفته الحكم في سوريا، وهو أيضا ما يجب أن يتنبه له العالم، فالمخاطر الناتجة عن استمرار مثل هذا النظام الطائفي لن تكون سهلة، وما دامت الثورة مشتعلة والنظام يحظى بحماية من قوى دولية فالمجازر لن تتوقف. ولأن الثورة لن تهدأ حتى سقوط النظام فهي ثورة شعب كامل ضد الظلم والقهر والاستبداد، فعمليات تدمير المدن والقرى وقتل أهاليها لن تهدأ من قبل النظام، معتقدا أنه بها يستطيع إخماد الثورة".
وشددت على أن "المشاهد المؤلمة التي جرت في "الذيابية" لا يجب أن تمر عرضا من غير محاسبة، فقتل الأبرياء عن سابق إصرار وترصد جريمة كبرى بحق البشرية، وإذا كان المجتمع الدولي بكل ثقله غير قادر على ردع المجرم الذي يصدر أوامر القتل ويرعاها، فمن يحمي الأبرياء ممن لا زالوا تحت سلطته أو تحت مدى نيرانه من جرائمه المقبلة؟".
وأضافت: "ما جرى في "الذيابية" عار بحق الأمم المتحدة، وبحق روسيا والولايات المتحدة التي أعطت الضوء الأخضر للنظام السوري لارتكاب المجازر غير الكيماوية. وإن كان قادتها يقبلون بما جرى من قتل طائفي في "الذيابية"، فإن الضمير الحي في العالم لا يقبل، وسوف يظل دم الأبرياء في رقاب من يحمون النظام السوري ومن يسكتون على جرائمه، وهم قادرون على ردعه لكنهم لا يفعلون".