أكدت مساعدة وزير الخارجية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد أن "ليست هناك الآن أية قرية أو مدينة واحدة في لبنان لم تتأثر بوجود اللاجئين السوريين". وأشارت إلى أن تدفق اللاجئين إلى لبنان الصغير، يعادل تدفق 75 مليون إنسان - أو ضعفي عدد سكان كندا - إلى الولايات المتحدة. ولفتت إلى أن لبنان أبقى حدوده مفتوحة أمام جميع الفارين من النزاع في سوريا. وتابعت: "إن التزام لبنان الثابت المبدأ الإنساني الدولي للحماية يحتذى كمثال للمنطقة". لكنها لاحظت أن لبنان "دفع ثمناً باهظاً نتيجة لكرمه".
واوضحت ريتشارد، في مداخلة قدمتها في ندوة في احد مراكز الابحاث في واشنطن ان البنية التحتية للبنان بدأت ترزح تحت الوطأة الثقيلة لهذا العبء. لهذا السبب قدمنا مساعدات تزيد قيمتها على 254 مليون دولار إلى مختلف المنظمات في لبنان لتقديم الغذاء، والمأوى، والرعاية الطبية، والمياه النظيفة، ودعم التعليم، وتقديم الاستشارات النفسية، والملابس الدافئة، والبطانيات، وليس للاجئين المحتاجين فحسب، إنما أيضاً إلى المجتمعات الأهلية اللبنانية المضيفة للاجئين".
ورأت ان "هذه المعونة ساعدت على تزويد تحسينات أساسية لعائلات لبنانية استقبلت السوريين في منازلها، وتحتاج دعماً لترميم مطابخها وحماماتها وغرف الجلوس والنوم لاستيعاب ضيوفها".
وذكرت أن التمويل الأميركي يؤمّن شراء الكتب واللوازم المدرسية، وتدريب المعلمين، ونشاطات ما بعد المدرسة، ومعدات جديدة لملاعب المدارس للاجئين والأطفال اللبنانيين على حد سواء.
أضافت: "إننا نموّل أيضاً مشاريع لتحسين إمدادات المياه والصرف الصحي في المجتمعات المحلية، كي يتسنى لجميع اللبنانيين واللاجئين على حد سواء إمكان الوصول إلى المياه النظيفة والعيش في بيئة صحية". وأشارت إلى أن "نظام الأسد الوحشي قتل أكثر من 100 ألف إنسان، وأجبر 2،2 مليون سوري على النزوح إلى خارج البلاد".
ولفتت الى أن "معظم اللاجئين يتمنون من كل قلبهم أن يعودوا يوماً ما إلى منازلهم في سوريا. لكن النزاع آخذ في التوسع، محطماً آمال معظم اللاجئين بالعودة إلى ديارهم والعيش بسلام. وهذا يعني أنه ينبغي على المجتمع الدولي إيجاد السبل لمساعدة الشعب السوري والمجتمعات المضيفة الكريمة، في الوقت الذي يتواصل العمل الشاق بالسعي إلى حل سياسي سلمي للأزمة".
أشادت بـ"التعاون غير المسبوق" بين الوكالات الإنسانية والاقتصادية والإنمائية التي تعمل الآن في لبنان، وأثنت على المساعدات المالية والجهود الدبلوماسية التي تقدمها الكويت وغيرها من الحكومات في كل أنحاء العالم. لكنها رأت أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعيّن القيام به.
واشارت إلى أنه "ينبغي علينا أن نأخذ في الاعتبار احتياجات التنمية على المدى الطويل في لبنان بالترافق مع الاستجابة لاحتياجات الإغاثة في حالات الطوارىء، لأننا لا نستطيع فقط تجنب وقوع كارثة إنسانية مرتبطة بتدفق السوريين، إنما نساعد أيضاً على تجنب توريط لبنان في دوامة من عدم الاستقرار، التي قد تنجم عن الانهيار الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية نتيجة تدفق اللاجئين إليه".
وأشادت بـ"الجهود الرائدة" التي قامت بها الحكومة اللبنانية مع البنك الدولي والأمم المتحدة لتقويم الاحتياجات ووضع "خريطة الطريق" للتدخلات من أجل توجيه استجابة المجتمع الدولي.
ولفتت المسؤولة الاميركية إلى أنه في 25 أيلول خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولي للبنان في نيويورك، أكد وزير الخارجية الأميركية جون كيري التزام الولايات المتحدة دعم لبنان عبر هذه الأزمة من خلال الإعلان عن تقديم مساعدات إضافية قدرها 30 مليون دولار.